أعلنت الأمم المتحدة رسمياً أن جمهورية السودان استقبلت خلال الشهر الماضي فقط 38 ألف لاجئ من دولة جنوب السودان، وتوقع مكتب الأمم المتحدة بالخرطوم أمس أن يتجاوز إجمالي اللاجئين الجنوبيين هذا العام 72 ألف شخص، ووفقاً للمكتب فإن العدد الإجمالي للوافدين من دولة جنوب السودان إلى السودان حتى الآن بلغ 187 ألف و747 لاجئاً. من جهة أخرى ذكرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أنها تخشى طرد أحد ممثليها من البلاد بعد تقرير مروع حول انتهاكات لحقوق الإنسان، وفي تقرير نشر أواخر الشهر الماضي، دان محققو بعثة الأمم المتحدة «مظاهرَ وحشية جديدة» في النزاع، وقد اتهموا جيش جنوب السودان خصوصا باغتصاب نساء وفتيات قبل إحراقهن وهن على قيد الحياة في بيوتهن خلال هجوم في ولاية الوحدة شمال البلاد، وقالت بعثة الأمم المتحدة إنها «حصلت على معلومات تفيد أن حكومة ولاية الوحدة عبرت عن رغبتها في ألا ترى رئيسة البعثة في الولاية ماري كومينز تعود إلى منصبها»؛ ولم يعلق نظام جوبا على الأمر وإن بدا جلياً لجميع المراقبين أن الدولة التي لم يمضِ على انفصالها أكثر من 4 سنوات قد فشلت في نشر الأمن بالبلاد، وقد سبق لحكومة جنوب السودان أن طردت منسق المساعدة الإنسانية للأمم المتحدة توبي لانزر معتبرة أنه «لم يثر أملا» لدى السكان بعد توقعه «الانهيار الكامل» للدولة. وقررت منظمة الدعوة الاسلامية تعليق نشاطها الإنساني في منطقة أعالي النيل، بجنوب السودان في أعقاب تأثر مقارها بالقتال العنيف الدائر بين الفرقاء الجنوبيين، في وقت قالت وزارة الصحة السودانية، إنها رفعت درجة التأهب ووضعت حزمة من الإجراءات الاحترازية لمنع انتقال مرض الكوليرا المتفشي في الدولة الوليدة. وناشد رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الاسلامية عبدالرحمن سوار الدهب الأطراف المتصارعة بجنوب السودان بعدم استهداف مؤسسات العمل الإنساني المحلية والإقليمية والدولية. وقدمت المنظمة العون الإنساني للمتضررين من الحرب في جنوب السودان منذ عقود، سبقت انفصال تلك الدولة عن السودان في العام 2011، حيث يستفيد من خدماتها آلاف المواطنين في مجال الصحة والتعليم والإعانة المباشرة. وشدد سوار الدهب في تصريحات صحفية على حرص المنظمة واستعدادها التام لمزاولة نشاطها الإنساني فور تحسن الأوضاع الأمنية بولاية أعالي النيل. وكانت بعثة منظمة الدعوة الإسلامية بأعالي النيل تعرضت لأضرار بسبب الصراع الدائر هناك شملت مقر وممتلكات البعثة، ما اضطر المنظمة إلى تعليق العمل وسحب كادرها العامل الى حين عودة الأوضاع بصورة طبيعية.وأفاد رئيس بعثة المنظمة بالمنطقة أن مدارس ومؤسسات المنظمة تعرضت لدمار شبه تام. ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين ل"ريك مشار" النائب السابق للرئيس "سلفاكير ميارديت". الى ذلك قالت وزارة الصحة السودانية إنها رفعت درجة التأهب ووضعت حزمة من الإجراءات الاحترازية لمنع انتقال مرض الكوليرا من جنوب السودان، من بينها تشكيل غرفة طوارئ للولايات الحدودية، للتبليغ عن أي حالة اشتباه بالإسهال المائي. وحصد وباء الكوليرا أرواح 29 شخصا في جنوب السودان، وبحسب التقارير فإن العدد الإجمالي للمصابين بعدوى الكوليرا بلغ 484 مريضا، بمن فيهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم خمسة أعوام. وأكدت وزير الدولة بوزارة الصحة "سمية أكد" ، ضرورة التعامل بطريقة فورية مع كافة البلاغات والشكاوى موضحة عدم وجود أي بلاغ لأي حالة إسهال مائي حاد في الولايات الحدودية حيث تمتد حدود مشتركة مع جنوب السودان تمتد لأكثر من ألفي كيلومتر.