وفي سياق التقرير التالي، يسلط الضوء على السيتيزن في اخر 5 مواسم خاضها بالدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم. استطاع النادي الانجليزي تحقيق بطولة الدوري في اربع مناسبات، وما يؤكد ان مانشستر سيتي لا يحمل تاريخا كبيرا في الدوري وهو الفجوة الكبيرة بين اخر بطولة قبل الانتفاضة التي قام بها في اخر المواسم، حيث كانت اول بطولة للنادي في الدوري موسم 1936-1937 وبعدها بسنوات وبالتحديد في موسم 1968 حقق البطولة الثانية، وبعدها مرت قرون عديدة قبل ان يحقق البطولة الثالثة موسم 2012 وبعدها بموسمين حقق بطولته الرابعة. مانشستر سيتي تمكن خلال اخر اربعة مواسم من تحقيق بطولة الدوري الانجليزي مرتين وحقق ايضا الوصافة في مرتين، حيث كانت البداية في موسم 2011/2012 الذي عاد الى الواجهة وحقق لقب الدوري ليفشل في المحافظة عليه في موسم 2013، ولكن بعض التغييرات ادت الى خطفه لقب الدوري من جديد في 2014، ولكنه اخفق من جديد في 2015. ما هي الاسباب التي جعلت مانشستر سيتي يعيش عاما حلو وبعدها عاما مرا ثم يعيد السيناريو من جديد، في آخر خمس مواسم في الدوري الانجليزي، تحت عنوان "مانشستر سيتي .. عام حلو وعام مر". الاموال تعيد الامجاد ظهر اسم "طيران الاتحاد" على الساحة الكروية بعد اقدام مجموعة الامارات برئاسة منصور بن زايد آل نهيان، بشراء نادي مانشستر سيتي عام 2008، ليقوم طيران الاتحاد برعاية النادي الانجليزي لمدة 10 سنوات ابتداء من موسم 2011، بمبلغ يصل الى 10 مليون جنيه استرليني كل عام، اي ما يعادل 100 مليون خلال 10 سنوات. ولا يمكن لاي نادي في العالم ان يظهر بدور البطولة فجأة، فالسيتي قبل ان يتمكن من تحقيق بطولة موسم 2012، تمكن في الموسم الذي قبلة من مقارعة الكبار وحصد المركز الثالث والتأهل لدوري الابطال عن جدارة. وايضا هذه الاموال جلبت اسماء كبيرة من اللاعبين، حيث تواجد اغويرو ودزيكو وبالوتيلي وغيرهم من اسماء كبيرة ضمن صفوف النادي، والتعاقد مع مدرب كبير مثل روبيرتو مانشيني، كل هذه الاسباب مكنت السيتي من حصد لقب الدوري في 2012 على حساب مانشستر يونايتد وبفارق الاهداف. اخفاق غريب بعد الوصول للقمة في الموسم 2013 تعرض نادي السيتي لانتكاسة غريبة، حيث خرج كمتذيل للمجموعة من مسابقة دوري الابطال، وخسر بطولة الدوري لحساب الشياطين الحمر، فوراء هذا العام المر اسباب كثير يمكن تلخيصها بالنقاط التالية: - فقدان شخصية البطل نادي السيتي تمكن من تحقيق الدوري في 2012 بعد غياب طويل، وعلى اي نادي يفعل ذلك ان يزرع الهيبة والسيطرة في نفوس منافسيه، وهذا ما لم يتمكن لاعبو السيتي من فعله. - عدم تحفيز الشهية بعد تحقيق الفريق لقب الدوري، يبدو ان اللاعبين فقدوا في البداية الحافز والشهية لمزيد من الالقاب ليضيعوا الكثير من النقاط السهلة. - أسلوب المدرب مانشيني لم يتعامل المدرب مع لاعبيه بشكل جيد، فالمدرب مانشيني دائما ما كان ينتقد اللاعبين علنا، وبالتالي لن تتوقع ان يقدم اللاعب مستواه الحقيقي، ولعل اشهر صدام كان بين المدرب والمهاجم الايطالي ماريو بالوتيلي، وايضا ما يعيب المدرب هو تغيير كامل التشيكلة للفريق التي حقق انجاز 2012، حيث لعب بثلاثة مدافعين قلب وظهيرين مما اربك الفريق ككل. - اصرار الداهية فيرغسون فيرغسون في اخر مواسمه مع الشياطين الحمر كان يأمل بتحقيق اللقب، وكان يرفض ان يكرر سيناريو 2012 عندما خسر اللقب امام السيتي بفارق الاهداف، ليستمر المانيو طوال الموسم على نسق متصاعد ويحقق اللقب في النهاية. تغييرات اعادت مانشستر سيتي الى القمة قام مانشستر سيتي بتصحيح المسار من جديد من خلال بعض الامور والتغييرات التي قام بها في موسم 2014، ليحقق الدوري من جديد، وتتمثل هذه التغييرات بالتالي: - مدرب محنك بقيمة مانويل بليغريني بعد المشاكل التي حصلت بين اللاعبي والاداة من جهة والمدرب مانشيني، قرر النادي التعاقد مع مدرب محنك ووقع الاختيار على التشيلي بيليغريني. بالرغم من اخفاق بيليغريني في قيادة ريال مدريد الاسباني، الا انه لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي حققه مع نادي فياريال بوصوله الى نصف نهائي دوري الابطال وبعده ملقا، حيث وصل الى ربع نهائي الابطال، ويعد المدرب الوحيد الذي وصل مع فريقين مختلفين يخوضان لاول مرة بطولة دوري الابطال الى دور ربع النهائي. وابرز ما زرعه المدرب عند وصوله للفريق هو تعليمهم الهدوء وعدم الانسياق وراء العشوائية، وهذا ادى الى ان سطر المدرب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ البريميرليخ كأول مدرب من امريكا الجنوبية يحقق اللقب. - المتألق يايا توريه والمبدع جو هارت النجم الايفواري تألق في هذا الموسم، وكان العلامة الفارقة للفريق، يكفي انه كان هداف الفريق برصيد 20 هدفا بالرغم انه لا يلعب في مركز الهجوم. واما فيما يخص الحارس الانجليزي هارت، فقد لعب دورا كبيرا مع السيتي، حيث استعادة بريقه وعاد إلى مستواه وابتعد كثير عن الاخطاء القاتلة التي كان يرتكبها. - هدية تشيلسي تشيلسي قدم هدية العمر للسيتي حينما تمكن من الاطاحة بمنافس السيتيزن الوحيد وهو ليفربول بعدما تغلب عليه في مرحلة حساسة من عمر الدوري. - خروج مبكر من دوري الابطال ادى خروج السيتي المبكر من دوري الابطال الى ان يوجه الفريق انظاره بقوة على منافسة الدوري المحلي. - دكة بدلاء عامرة السيتي كان يمتلك كتيبة مرعبة في داخل الملعب، الا ان كتيبة البدلاء كانت بمثابة فريق ثاني حيث احتوت اسماء كبيرة مثل دزيكو ونافاس وميلنر ونيغريدو. - الدعم الجماهيري جماهير مانشستر سيتي بقيت وفية وتواصل دعم فريقها رغم خروجه المبكر من دوري الابطال امام برشلونة. اللقب يضيع مجددا فشل السيتي من المحافظة على لقبه في موسم 2015، ليقدمه الى اكثر نادي اجتهد في هذا الموسم وهي كتيبة تشيلسي بقيادة المدرب الداهية البرتغالي مورينيو، وتتمثل اسباب فشل السيتي بالامور التالية: - المدرب بيليغريني بالرغم من ان بليغريني كان احد عوامل الفوز في الموسم الماضي، الا ان هذا الموسم فشل مع الفريق بسبب عدم قراءته الجيدة لاحتياجات الفريق وإصراره على خطة 4-4-2 وعدم استغلاله للنجوم بشكل جيد. - لعنة الاصابات تلقى السيتي ضربات موجعة ومتتالية من خلال اصابات ابرز نجومه امثال الأرجنتيني سيرجيو أغويرو والإسباني دافيد سيلفا والإيفواري يايا توريه والفرنسي سمير نصري. - خسارة النقاط في مباريات سهلة تعرض النادي لمجموعة من الخسائر ولعل ابرز هذه الخسائر كان امام فرق صغيرة امثال كريستال بالاس وبيرنلي وستوك سيتي. - تراجع مستوى النجوم من ابرز النجوم الذين ابدعوا مع الفريق الموسم الماضي كان يايا توريه، ولكنه في هذا الموسم فشل بسبب عدة من العوامل مثل الاصابة ومشاركته الافريقية وايضا مشاكله العائلية، وايضا يوجد لاعبون مثل دزيكو الذي لم يتمكن الا من احراز 4 اهداف طوال الموسم.