أطلق زعيم تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري مجموعة من المواقف أمس، وقال «نحن لم نغلق الباب على أي مخرج في موضوع رئاسة الجمهورية ولم نجار الآخرين في لعبة الفيتو ضد أحد وحاولنا منذ البداية أن يكون التوافق الوطني هو القاعدة للوصول الى رئيس جديد بغض النظر عن الأسماء». وأكد أن «الرهان على متغيرات في سورية أو انتظار نتائج المفاوضات النووية لن يصنعا الرئيس ولا خيار أمامنا سوى العودة الى التواصل السياسي للاتفاق على مخرج عملي لمأزق الرئاسة». (للمزيد) ودعا الحريري في خطاب ألقاه عبر الشاشة في مآدب الإفطار الرمضانية التي أقامها «المستقبل» غروب أمس الى التوقف عن سياسات التعبئة وإلى أن «نعطي أنفسنا وبلدنا فرصة لالتقاط الأنفاس وإيجاد المخارج». وتطرق الى علاقته بـ «التيار الوطني الحر»، وقال: «تعاونا معه على تشكيل الحكومة والمستقبل ليس الأكثرية فيها، ودخلنا الى الحكومة بخلاف رأي حلفائنا في القوات اللبنانية وتعاونا على عشرات القرارات، ولم يصدر قرار واحد الا بالتوافق، ووصلنا الى التعيينات الأمنية وحصل خلاف وهناك رأي غالب في الحكومة ورأي راجح من الرئيس نبيه بري ووزير الدفاع انه في ظل الخلاف موضوع قيادة الجيش يبحث في وقته أي في أيلول (سبتمبر) وفجأة باتت كل الحقوق مهدورة وعدنا نفتح دفاتر منذ 30 سنة». وتابع الحريري: «نحن لسنا في مواجهة طائفية مع أحد، وإذا كان هناك من يريد فتح مواجهة كهذه سيجد نفسه مع نفسه، ومن هو متحمس ليؤكد ان المشكلة هي بين المستقبل والتيار الوطني فهو، كما سمعتم قبل يومين حزب الله الذي لا يزال يطلق الوعظ والنصائح بأن المستقبل يتعمد سياسة التفرد والتهميش، انه لشيء عجيب ان يصدر عن الجهة المتخصصة بالتفرد». وإذ اعتبر ان دعوة بعضهم الى تحييد لبنان (في إشارة إلى ما قاله الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير) - هي «زلة لسان بامتياز لأن كل ما قيل بعدها كان إصراراً على زج لبنان في كل الصراعات من اليمن الى العراق فسورية»، فإنه انتقد أيضاً قوله ان «طريق فلسطين تمر بالزبداني ودمشق»، وقال ان «الطريق من بيروت الى طهران، نعم، تمر بسورية وبالعراق، أما الى فلسطين فبالتأكيد لا». ورأى الحريري ان هناك فرقاً بين ان يخطط في لبنان لمواجهة الإرهاب من خلال منظومة وطنية يتولاها الجيش والقوى الشرعية وبين ان تتفرد مجموعة لبنانية مسلحة بإعلان الحرب الاستباقية وخوضها خارج الحدود ضمن منظومة إقليمية ذات وجه مذهبي تبدأ في دمشق وتتصل بخطوط قاسم سليماني في الموصل وصنعاء وعدن». ولفت إلى أن اتفاق الطائف يُظلم عندما يجري الحديث عن الانتخابات النيابية وأيضاً عن إلغاء الطائفية السياسية. وقال: «لكن الظلم الأكبر على هذا الاتفاق يقع عندما نتحدث عن صعوبة السلاح بيد الشرعية وحل الميليشيات وسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية». وانتقد الحريري الدعوة الى الفيديرالية التي تنطلق من التطورات العسكرية في المنطقة وقال: «أمامنا خيار واحد هو إعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية».