دعا الرئيس التركي السابق عبدالله غول مساء السبت، إلى سياسة تركية خارجية أكثر واقعية في واحد من أبرز تصريحاته منذ مغادرته السلطة، وفق ما نقلت تقارير الأحد. ونقلت وكالة دوغان عن غول قوله خلال كلمة في حفل إفطار حضره أيضاً الرئيس رجب طيب أردوغان: بصراحة أعتقد أنه من المفيد أن نراجع سياستنا في الشرق الأوسط والعالم العربي عبر مقاربة أكثر واقعية. وأضاف يتوقع حصول تطور كبير في المنطقة، وفي حال نشأت فوضى كبيرة فإننا قد نواجه مفاجآت لم نتوقعها من قبل. واعتبر غول أن تركيا بحاجة إلى أن تعود لتكون مصدر الهام للمنطقة وان تتطور علاقاتها مع كافة الدول ومن بينها تلك التي تكن لها العداء مثل مصر. وينتقد مراقبون السياسة الخارجية التركية تحت حكم أردوغان باعتبار أنها طموحة جداً، إذ تسعى أنقرة لأن تكون القوة الأهم في الشرق الأوسط، ما يعيد إلى الذاكرة حقبة السلطنة العثمانية. ولكن علاقات أنقرة تبدو سيئة مع دول عدة في المنطقة، من بينها مصر، حتى إن علاقاتها مع الغرب معقدة. وعلى سبيل المثال لم تسفر دعوات انقرة المتكررة للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد عن أي نتيجة. ويسخر كثيرون من سياسة رئيس الحكومة ووزير الخارجية السابق أحمد داوود اوغلو التي قامت على مبدأ صفر مشاكل مع الدول الجارة، معتبرين أن ما يحصل هو العكس تماماً. أما غول، الذي كان جالساً إلى جانب أردوغان خلال الإفطار، فراى انه يجدر بالسلطات التركية أن تستفيد من الأجواء الجديدة في تركيا بعد انتخابات السابع من حزيران/يونيو والتي خسر خلالها حزب العدالة والتنمية الغالبية المطلقة في البرلمان للمرة الاولى منذ وصوله الى سدة الحكم في العام 2002. وقال غول: علينا ان ندرك قيمة بلادنا، وكلما تواصل الناس بعضهم مع بعض، كان هناك حوار مفتوح. من جانب آخر، قال اتحاد الجماعات الكردية في بيان إن مسلحين أكراداً سيهاجمون مواقع بناء سدود في جنوب شرق تركيا الذي يغلب على سكانه الأكراد فيما يمثل ضربة جديدة لعملية السلام الهشة التي تهدف الى إنهاء تمرد بدأ منذ ثلاثة عقود. وأصدر الاتحاد وهو جماعة سياسية ينضوي تحت لوائها المقاتلون الأكراد بياناً السبت قال فيه إن إقامة تركيا مواقع عسكرية وسدوداً وطرقاً لأغراض عسكرية ينتهك وقف إطلاق النار. وأضاف البيان: استغلت الدولة التركية شروط وقف إطلاق النار ليس من أجل حل ديمقراطي سياسي وإنما لتحقيق استفادة استعداداً للحرب من خلال إقامة عشرات من مواقع الحراسة والطرق لأغراض عسكرية وسدود من أجل مذبحة ثقافية. وقال البيان: قررت الحركة الكردية ألا تقبل هذه المعاملة بعد الآن وحشد كل الوسائل اللازمة بما في ذلك القوات المقاتلة لمنع إقامة كل السدود. (وكالات)