يستعد جامع الزيتونة العريق بالعاصمة التونسية لاحتمال استعادته نصف الأراضي الزراعية التونسية التي كان يمتلكها في السابق، قبل مصادرتها من قبل حكومة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. ويطالب الشيخ حسين العبيدي (إمام الجامع) الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية بإرجاع ممتلكات الجامع المصادرة، مؤكدا أن لديه جردا رسميا بجميع أوقاف "الزيتونة" التي تتوزع بين أراض زراعية وعقارات ومنقولات أثرية. وقال العبيدي لوكالة "فرانس برس": إن إرجاع هذه الممتلكات من شأنه أن يعين المسجد على استعادة إشعاعه الديني والعلمي في تونس والعالم الإسلامي مثلما كان في القرون الماضية. وأوضح أن "نصف الأراضي الزراعية الخصبة في تونس هي أوقاف لجامع الزيتونة... ومن بين المنقولات الأثرية للجامع 35 مفتاحا و28 قنديلا وأربعة سيوف كلها من الذهب الخالص، إضافة إلى سبعة آلاف مجلد ومخطوط". ولوح العبيدي بأن "مشيخة جامع الزيتونية ستلجأ إلى القضاء الدولي في حال رفضت الحكومة إرجاع ممتلكات الجامع التي استولت عليها الدولة في عهد الحبيب بورقيبة". وكانت الدولة صادرت أملاك جامع الزيتونة بعد قرار بورقيبة إلغاء نظام "الأوقاف" عام 1957، حيث أدى هذا الإجراء إلى تجفيف المنابع المالية لجامع الزيتونة وفروعه التعليمية الـ 25 في كامل البلاد التونسية، وفي مرحلة ثانية إلى تجفيف منابع التعليم والقضاء عليه حتى سنة 2012.