خطاب الرئيس الأميركي يظهر قمة التشاؤم بالقضاء على التنظيم، فإن إعادة النظر بالاستراتيجية أو تطويرها لم يصل بعد إلى مرحلة القرار الحاسم. علما بأن الوزير الأميركي الذي عقب على خطاب الرئيس أتى بمعلومات غير صحيحة عن تدمير الآلاف من المواقع القتالية! وعن أن التنظيم خسر 20% من الأراضي التي "كان" يسيطر عليها. والقاصي والداني يعلم أن العكس هو الصحيح. " الخطاب الأميركي محبط لكل آمل أو مراهن على دور التحالف الدولي، ومطمئن لتنظيم الدولة الإسلامية، مع بوليصة تأمين لعشر سنوات على الأقل. ويصدق فيه المثل المشهور "تمخض الجبل فولد فأرا" " أما برنامج تدريب المقاتلين "المعتدلين" الذي رصد له 500 مليون دولار فيراوح مكانه منذ ثلاثة أشهر. فالمتطوعون قلة (10% من العدد المنتظر) والاختيار دقيق، والخلاف بين تركيا وأميركا على الهدف واضح. تركيا لم ولن تقتنع بأن الحرب ضد التنظيم من أهدافها الاستراتيجية أو أولوياتها التي يتصدرها إسقاط النظام السوري وإقامة المنطقة العازلة بينما ترى واشنطن عكس ذلك. هي إذن مراوحة، وإضاعة للوقت وللفرص. في هذا الوقت باشر التنظيم الهجوم المعاكس على عين العرب (كوباني) والحسكة وتل أبيض في سوريا وسيطر على مزيد من آبار النفط والسدود ومصادر المياه في العراق وعاد للتحرش بكردستان، وهو على يقين بأن خطة استعادة الرمادي لم ترسم بعد فكيف باستعادة الموصل؟! باختصار فإن الخطاب الأميركي محبط لكل آمل أو مراهن على دور التحالف الدولي، ومطمئن لتنظيم الدولة الإسلامية، مع بوليصة تأمين لعشر سنوات على الأقل. ويصدق فيه المثل المشهور "تمخض الجبل فولد فأرا". أخيرا هناك مثل أميركي يقول إن منتهى الإحباط والتعاسة سببه تضخيم الآمال، أو ارتفاع التوقعات (High Expectation)، ومع أننا لسنا من الذين رفعوا سقف آمالنا فإن الملايين غيرنا ذهبوا في غير اتجاهنا. لأننا نرى أن التوقيت "Timing" -وهي كلمة هامة في الثقافة الأميركية- لم يحن بعد للقضاء على التنظيم. وعندما يحين الوقت أو يأتي التوقيت فإننا نعلم ويعلم الرئيس الأميركي أن استئصال التنظيم هو مسألة أشهر لا أكثر. ومن يعش ير.