ضمّ العدد الجديد من مجلة «بانيبال» ملفاً عنوانه «أن نروي مراكش»، وحمل غلاف المجلة أربع لوحات للفنان المغربي (المراكشي) الشهير فريد بلكاهية. وجاء في افتتاحية المجلة: «لطالما روّجت مجلة ”بانيبال“ للأدب بما هو مرآةٌ لثقافة أيّ بلد، قلباً وروحاً، ونوّهت بقدرة الأدب على عيش أحلام البشر وآمالهم، على مدى ألوان الطيف. وقد يبدو الأمر من البديهيّات، غير أنّ بحثاً أُجريَ مؤخّراً أثبت أن النثرَ الروائيّ، على عكس أدب الترفيه والنثر الفنّي، له فعلاً «فوائد غير ملموسة»، وأن قراءة الأعمال الأدبية ولو لدقائق، لها على القارئ «تأثير مباشرٌ يمكن سَبره». وقد أظهر البحث الجديد الذي قام به المؤلف الشهير نيل غايمان أنه بعد قراءة النثر الروائيّ «فإن أداءَ أولئك القراء تحسّن في الاختبارات الهادفة لقياس القدرة على التعاطف والوعيِ الاجتماعي والفِطنةِ الوجدانيّة». وتابعت الافتتاحية: «تعتبر مدينة مراكش مدينة الحكايا من الطراز الرفيع، لذا تفخر «بانيبال» بأن تقدم في عددها الجديد أصواتاً آسرة من الفن القصصي ذاك المنبعث من مملكة اللامعقول حيث نجد من الحقيقة ما يعادلها من الاختلاق. وإذ يتساءل السائر المتجول: كيف نفتتح المدينة؟ وأي خريطة خرساء تستطيع أن تضم هذه الدروب وهذه الأزقة، هذه الساحات وهذه الأسواق التي تصرخ بكل ما أوتيت من أصوات الحياة؟». كما يقول خوان غويتيسولو في مقدمته لنص ياسين عدنان وسعد سرحان «مراكش: أسرار معلنة»، أول نصوص الملف الخاص في مراكش. وندعو القراء إلى الاستمتاع بتلك اللحظات الباذخة من الواقعي والمتخيل التي أبدعها الكتّاب المغاربة احتفاء بهذه المدينة المميزة التي تعيش، بطريقة أو بأخرى، بالصوت والصورة، في قلب كلّ من يزورها». وتضمن الملف الخاص بمراكش المواد الآتية: «مراكش: أسرار معلنة» نص طويل للأديبين ياسين عدنان وســــعد سرحان، مع مقدمة للكاتب الإسباني المقيم في مراكش خوان غويتسولو (ترجمة جون بيت)، مقاطع من رواية رجاء بنشمسي «مراكش، أضواء المنفى» (ترجمة كاريس بريدن)، قصتان للكاتب أبو يوسف طه (ترجمة مبارك سريفي)، فصل من رواية للكاتب ماحي بينبين (ترجمة باتريك راي)، ثلاث حكايات من مراكش للقاص أنيس الرافعي (ترجمة علي أزرياح)، فصل من رواية «قطع مختارة: غراميات متعلّم جزّار» للكاتب محمد نيد علي (ترجمة أندريه نفيس- ساحلي)، ونص للشاعر طه عدنان بعنوان «من بروكسيل الى مراكش» (ترجمة روبن موجير). ونقرأ أيضاً في العدد الجديد، شهادة الكاتبة المصرية منصورة عز الدين عن «التأثيرات الأدبية». ويشارك الكاتب المصري عزت القمحاوي الحائز جائزة نجيب محفوظ للرواية، بفصل من روايته البديعة «بيت الديب» التي صدرت مؤخراً ترجمتها الإنكليزية عن منشورات الجامعة الأميركية في القاهرة. ثم نقرأ قصائد مختارة لشاعرين مغربيين مشاغبين هما الشاعر المعروف مبارك وساط والشاعرة الشابة كريمة نادر. وأخيراً نقرأ فصولاً من روايتين جديدتين، لدنى غالي، وبيوس علي بك.