مريم الشاعر: يختص الله سبحانه وتعالى بعضا من عباده بملكات معينة، وهي ما يطلق عليها الموهبة الفطرية وهذه الموهبة إذا ما اكتشفت في وقت مبكر وتناولتها أيد خبيرة وتعهدتها بالعناية والرعاية فإنها سوف تصقل ويصبح لها شأن كبير أما إذا لم تلاحظ فإنها سوف تضمحل وتفنى، ومن هذا المنطلق تعمل وزارة التربية والتعليم على صقل واكتشاف وابراز تلك المواهب بالإضافة الى تذليل الصعاب لهم. هذا الأسبوع سنسلط الضوء على الطلاب الموهوبين في مجالات متعددة حيث اجرينا معهم حواراً مفتوحاً حول موهبتهم وتأثيرها على التحصيل الدراسي: علاقة ايجابية لا تحاول أن توجد لنفسك الأعذار، كانت تلك احدى النصائح التي قالها لي الطالب أيوب ارحمه عندما سألته عن تأثير موهبته على تحصيله الدراسي، حيث انه أكد انه لا توجد علاقة ما بين الاثنين حيث انه قد تفوق على قرنائه وهو في نفس الوقت موهوب في مجال تركيب الروبوتات. وقال زميله ميلاد عبد القادر بأن العلاقة ما بين الموهبة والتفرغ لها علاقة إيجابية حيث ان الموهوبة تساهم في تعزيز حب العلم والاستطلاع خصوصاُ في علم الروبوتات، كما أكد على ان التفوق في المدرسة لا يؤثر على الموهبة بشيء كل ما في الامر انه يجب على الطالب ان ينظم وقته ما بين الاثنين. المدارس حاضنات الموهبة اما الطالبة الموهوبة كلثم خليل قالت بأنها احياناً تنشغل في الرسم عن المذاكرة او احياناً العكس، وأضافت ان أفضل وقت لتنمية موهبتها خلال الاجازة الصيفية حيث انها تتفرغ تفرغاً كاملاً للرسم منها الرسم على الرمال والكانفاس واعمال الفسيفساء. موهبتي في لغتي القوية حبي للغة الإنجليزية ساعدني في تنمية موهبتي هذا ما قالته الطالبة ريم إبراهيم عندما سألتها عن العلاقة ما بين الموهبة وتأثيرها على التحصيل الدراسي، مؤكدة ان مقررات اللغة الإنجليزية في المدرسة ساعدتها على اتقان تلك اللغة حيث أصدرت مؤخراً قصة قصيرة باللغة الإنجليزية وغيرها من الكتيبات والقصص الكارتونية، كما اكدت ان الموهبة احياناً تساهم الموهوب في الحصول على وظيفة وان الدراسة تعتبر الخطوة الأولى المعززة لتلك الموهبة. علاقة ليست طردية قالت الدكتورة بدور بوحجي رئيسة مجموعة المواهب الاكاديمية بالمركز بأنه يجب علينا ان نكون على وعي تام بأن العلاقة بين الموهبة والتحصيل الدراسي ليست علاقة طردية على الدوام، أي إننا يجب ان لا نتوقع ولا نجزم بأن الطالب الموهوب ذو تحصيل أكاديمي مرتفع، وفي نفس الوقت لا يمكننا اعتبار العلاقة بين الموهبة والتحصيل الدراسي علاقة عكسية، اي ليس بالضرورة أن جميع الطلبة الموهوبين هم من ذوي تحصيل متدني، أن الفيصل في تحديد تلك العلاقة يعتمدُ على إمكانيات وقدرات الطالب الموهوب نفسه، تلك القدرات والإمكانيات التي أتيحت لهُ من خلال الأسرة والمدرسة في سنوات حياته (خاصة سنوات حياته الأولى)؛ فمتى توفر للموهوب الدعم والمساندة من قبل الأسرة والمدرسة والمتمثل في التعرف على مجالات تميزهِ وتعزيزها وتنميتها والارتقاء بها، واكتشاف نقاط الضعف عندهُ والسعي للتغلبِ عليها، استطعنا عندها كمربيين أن نحقق التوازن في العلاقة بين الموهبة والتميز وبين تحصيل الدراسي فوق المتوسط.