ترجمة: حسونة الطيب تفوقت صادرات روسيا من النفط إلى الصين، على المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في مايو الماضي، ضمن خطة موسكو الرامية للبحث عن أسواق خارج أوروبا ولترسيخ علاقاتها في الشرق. وارتفعت هذه الصادرات بنسبة قدرها 21% إلى 930 ألف برميل يومياً منذ أبريل الماضي. وتراجعت السعودية للمركز الثالث بعد أنجولا، حيث تراجعت صادراتها بنسبة قاربت 43% إلى 722 ألف برميل يومياً. وانتعشت العلاقات الصينية ــ الروسية، في الوقت الذي تدهورت علاقات الأخيرة بدول الغرب، جراء العقوبات المفروضة عليها. ويرى المحللون، أن هذا التوجه ناجم عن جملة من الاتفاقيات التي أبرمتها الصين مع روسيا والتي تقضي بتوفير الصين للقروض مقابل الحصول على النفط الروسي، خاصة وأن الصين في طريقها لتصبح أكبر دولة في العالم لاستيراد النفط بدلاً من أميركا. وتقول أمريتا سين، رئيسة قسم أبحاث النفط في شركة إنيرجي أسبكتس في لندن: «من المرجح استمرار ارتفاع صادرات النفط الروسية لسنوات طويلة بعد تنفيذ العقود طويلة الأجل لتزويد النفط. ووفقاً لعمليات الرصد التي نقوم بها منذ 2007، هذه المرة الأولى التي تصبح فيها روسيا أكبر مصدر للنفط للصين». ويقول أد مورس، المدير الدولي لبحوث السلع في سيتي جروب: «من المنتظر أن يتمخض عن اتفاقيات توفير النفط مقابل القروض، التي تعقدها روسيا مع الصين ودول أخرى مثل البرازيل، المزيد من الصعوبات لدول مثل المملكة العربية السعودية والعراق وغيرها، للمنافسة على حصة سوقية في الصين.». كما أدت ثورة النفط الصخري في أميركا، إلى تقليل اعتماد البلاد على النفط المستورد من دول الشرق الأوسط وغرب أفريقيا وأميركا اللاتينية وأصبحت الصين التي كانت ولفترة طويلة من الوقت، تدفع أموالاً طائلة لاستيراد النفط من الخارج، تملك العديد من الخيارات، حيث كثفت الدول المصدرة حملات التسويق في الصين خلال هذا العام. ورغم تراجع واردات الصين من النفط بنسبة سنوية قدرها 11% إلى 5,5 مليون برميل يومياً في مايو الماضي، لا تزال هذه الواردات قوية بصرف النظر عن بطء نمو اقتصاد البلاد. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز