رأى المهندس الإلكتروني عمّار رَحمون أن مسألة حماية الاتّصالات من التجسّس والاختراق، هي أمر واسع وفضفاض، لكنه مهم جداً. وأضاف رَحمون: «علينا أن نعرف ونتأكد من أن شركات الاتصال الهاتفي تستطيع أن تراقب كل الاتصالات التي تمرّ عبر شبكتها، بل أن تسجّلها أيضاً. وتستطيع هذه الشركات أن تصل بسهولة إلى الرسائل النصيّة للخليوي ومضمونها، إضافة إلى قدرتها على حجبها و «فلترتها» أيضاً». وأوضح رَحمون أن مزوّد خدمة الإنترنت يستطيع أن يراقب حركة الإنترنت ونشاط كل مُستخدم، الأمر الذي يجعله قادراً على معرفة المواقع التي يزورها المستخدم وما يفعله عليها عموماً. ولفت رَحمون إلى وجود تقينات تمكّن مزوّد خدمة الإنترنت من الوصول إلى أكثر من ذلك، على غرار استخدام تقنيّة «هجوم رجل في الوسط» بمعنى تنصيب «رقيب» يقف دوماً في الطريق بين المستخدِم ومن يخاطبه، مع إمكان التدخّل للتنصّت في الأوقات كافة. وأردف قائلاً: «في الدول ذات الأنظمة القمعيّة التي تحدّ من حرية التعبير والتواصل ونشر المعلومات، تُستَغَل هذه الإمكانات لأغراض سـياسـيّة وأمـنيّة، لذلك يجب التعامل بمنتهى الحذر مع هذه الأخطار». وفي ما يتعلق بالاتصالات الهاتفية، أكد رَحمون أنها: «غير آمنة. ولا يمكن تجنب الرقابة عليها إلا بواسطة استخدام تقنيات تشفير خاصة. وينطبق الأمر عينه على الرسائل النصيّة للخليوي. هناك تطبيقات متاحة للجمهور مهمّتها حماية الاتصالات، كتطبيق «ريدفون» Red Phone، وهو من نوع «أندرويد» ومتوافر مجاناً في مخزن «غوغل بلاي» Google Play، و«سايلنت سيركل» Silent Circle، وهو تطبيق أول من نوعه في حماية الاتصالات المتقدّمة من الجيل الرابع للخليوي بما فيها الاتصالات المُصوّرة بالفيديو». ورأى رَحمون أيضاً ضرورة التنبّه بالنسبة إلى اتصالات الإنترنت، مع وجود أمان نسبي لتلك الاتصالات التي تجرى عبر شبكة افتراضية خاصةVirtual Personal Network أوتقنيّة «نفق الاتصال الآمِن» Secure SHELL التي تعمل على تشفير الاتصال بحيث لا يستطيع مزود الخدمة مراقبته. ونصح رحمون بوجوب التعامل مع أخطار البرمجيات الخبيثة لأن بعضها مختصّ في عمليات التجسّس. ولفت إلى أن الأمر الأخير يفرض استخدام برامج مُضادة للفيروسات الإلكترونيّة والعمل على تحديثها دورياً، وعدم قبول رسائل بريد إلكتروني ورسائل المحادثة الفوريّة وملحقاتها، إذا أتت من جهات غير موثوقة لأنها الطريقة الأكثر انتشاراً للاختراق ونشر البرمجيات الخبيثة. وقال رَحمون: «قبل أيام قليلة، رأينا فيروساً إلكترونيّاً يتنشر عبر «سكايب» بين ناشطين إعلاميين سوريين، ويعمل على سرقة كلمات السر وبيانات أخرى، ويرسلها إلى جهة تقوم باستخدامها لأغراض اختراق اتصالات هؤلاء النشُطاء». ونصح رَحمون المستخدمين أيضاً باستخدام كلمات سر قوية يصعب تخمينها من قبل المخترقين. ويجب أيضاً تجنّب تحميل البرامج من مصادر غير معروفة لأنها ربما تحتوي برمجيات خبيثة للتجسس.