كونا- نعت الكويت أحد رجالات الديبلوماسية العربية النادرين، الذي ارتبط اسمه بمراحل سياسية امتدت على مدى 40 عاماً، فطبع كثيراً من معالم تلك المرحلة، بسمات من مآثره التي امتزجت بين خبرته الواسعة وحنكته الرفيعة، فكانت تركته السياسية الثرية تجسيداً لسياسة المملكة العربية السعودية في السلام والعدل. وبعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، برقية تعزية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة سعود بن الفيصل، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، المشرف على الشؤون الخارجية، مشيراً سموه الى ان المملكة فقدت برحيله، أحد رجالاتها المخلصين، الذين عملوا بكل تفان واخلاص في خدمة وطنهم وخدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية، عبر مسيرة حافلة بالعطاء والانجاز. وقال سموه «لقد استطاع رحمه الله، من خلال توليه مهامه ومسؤولياته وزيرا لخارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة، طوال فترة امتدت عدة عقود، ان يجسد سياسة بلاده الخارجية الداعية للسلام والعدل، والحفاظ على حقوق الدول ومكتسباتها، وتبني مختلف القضايا العربية والاسلامية العادلة والدفاع عنها»، مشيدا سموه بما كان يتمتع به من خبرة واسعة وحنكة سياسية رفيعة المستوى، وبعد نظر وقدرة على معالجة القضايا السياسية، في ظروف كانت بالغة الدقة والتعقيد، جعلته يحظى بتقدير واحترام اقليمي وعربي ودولي متميز، مؤكداً سموه ان وفاته تمثل خسارة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة وللدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية الصديقة، مبتهلاً سموه الى المولى جلت قدرته ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أخاه خادم الحرمين الشريفين، والاسرة المالكة الكريمة بجميل الصبر وحسن العزاء. وأعرب سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، في برقية تعزية لخادم الحرمين الشريفين عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة سعود الفيصل. كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، برقية تعزية مماثلة. وعبر النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، عن احر مشاعر تعازيه القلبية بوفاة المغفور له سعود الفيصل. وقال الشيخ صباح الخالد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» الليلة قبل الماضية «نستذكر في هذه اللحظة الأليمة وبكل الفخر والاعتزاز المواقف البطولية الشجاعة والمشرفة للفقيد مع الحق الكويتي في احلك الظروف التي مرت بها البلاد إبان الغزو والاحتلال العراقي في 1990 / 1991». وثمن في هذا السياق بتقدير عال «ما قام به الفقيد من دعم واسناد مشهود لأخيه ورفيق دربه حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد، عندما كان وزيرا للخارجية من اجل نصرة الكويت واعادة الحق الى أصحابه». وأضاف ان «الديبلوماسية الخليجية والعربية والدولية قد فقدت احد قاماتها العالية وألمع روادها وقادتها الكبار الذي كان له بصماته البارزة في السياسة الدولية طيلة الأربعين سنة الماضية». واشار الى ان «مواقف الفقيد في مختلف محطات العمل لا تنسى وستظل بتأثيراتها وإنجازاتها وحكمتها محفورة في الاذهان والوجدان ومدرسة في ترسيخ مبادئ السلم والأمن الدوليين وتعزيز تقدم ورخاء الشعوب». وختم الشيخ صباح الخالد تصريحه بالتأكيد على أن «الشعبين الكويتي والسعودي يتشاطران مشاعر العزاء والمواساة في هذا المصاب الجلل»، داعيا المولى عز وجل له بالرحمة والمغفرة وان يقره منعما في فردوس جناته. وكان الشيخ صباح الخالد أعرب في اتصال هاتفي مع تلفزيون دولة الكويت عن «التقدير والاعتزاز» للدور الذي لعبه الفيصل، ابان الغزو العراقي لدولة الكويت. وقال إنه يستذكر «بكل تقدير واعتزاز» الدور الذي لعبه خلال فترة الغزو العراقي للكويت مضيفا «في تاريخنا نضع دورا مهما» للراحل سعود الفيصل «لكل ما بذله من أجل الكويت». وأكد انه كان «يصدح بالحق» وكان «عضدا وسندا» لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية خلال فترة الغزو العراقي. واضاف ان الفيصل لعب دوره في جميع المحافل الدولية لاستعادة كل حقوق الكويت المسلوبة جراء هذا الاعتداء قائلا «اننا نضع دوره عاليا تجاه ما فعله لدولة الكويت». وأكد أنه حمل قضية الكويت أثناء الاحتلال في صدارة أولوياته، من خلال شبكة العلاقات التي كان يتمتع بها في كافة المحافل وبذل كل ما بوسعه من أجل قضية الكويت، حتى هنأ بعودة دولة الكويت وعودة الشرعية لها. واشار الى ان الفيصل كرس جهوده لخدمة دينه والأمتين العربية والإسلامية، واصفا وفاته بأنها «خسارة كبيرة». ونعى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، مهندس السياسة الخارجية السعودية سعود الفيصل. وأعرب الشيخ سلمان الحمود في تصريح لـ «كونا» الليلة قبل الماضية، عن عميق «الحزن والأسى» بفقد مهندس السياسة الخارجية السعودية، مؤكدا أن الفقيد كان ركيزة أساسية للعمل الديبلوماسي السعودي والخليجي والعربي، وأبرز فرسان سياسة المملكة الخارجية. واستذكر النشاط الديبلوماسي للفقيد خلال فترة الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990 وتحركاته الفاعلة لرفض الاحتلال، والانسحاب من الأراضي الكويتية، انسجاما مع موقف المملكة المتضامن مع الحق الكويتي. واعتبر وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله، أن الأمتين العربية والإسلامية فقدتا بوفاة الفيصل رجلا من رجالاتها العظام الذين كرسوا حياتهم لخدمتهما. وقال الجارالله في تصريح صحافي «فجعنا بنبأ وفاة المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق وبوفاته فقدت المملكة العربية السعودية الشقيقة كما فقدت الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي جميعا والأمتان العربية والاسلامية رجلا من رجالاتها العظام الذين كرسوا حياتهم لخدمتها بتفان وعطاء مميزين». وأضاف «لقد كان لي شرف التعامل مع الراحل، ولمست كم كان رجلا عظيماً، وعطاؤه بلا حدود، كان رجلا وديبلوماسيا متميزاً ومحط إعجاب في العالم العربي والعالم بأسره». ونعى رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ «كونا» الشيخ مبارك الدعيج، الأمير الفيصل. ww وقال إن الفيصل تولى وزارة الخارجية في فترة عصيبة، تزامنت مع قضايا معقدة عاشتها المنطقة بين سجالات الحرب الباردة والقضية الفلسطينية والحرب العراقية الإيرانية، والغزو العراقي للكويت ومعاهدة السلام العربية، والحرب على الإرهاب، وغيرها من التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم. وأشار إلى ما كان يتمتع به الراحل من رؤى سياسية عززت الدور المركزي لبلاده على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما مكنه من قيادة الديبلوماسية السعودية لنحو أربعة عقود، مستذكرا الدور الدبلوماسي الكبير للأمير سعود الفيصل تحضيرا لحرب تحرير الكويت من النظام العراقي البائد عام 1991. السفيرالفايز: بحنكة وحكمة الفيصل تجنّبت المملكة سلبيات الأزمات نعى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت الدكتورعبدالعزيز الفايز، الأمير سعود الفيصل، الذي أفنى عمره في خدمة الدين ثم المليك والوطن وأمتيه العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء. وقال السفير الفايز في بيان الليلة قبل الماضية، ان الفيصل تقلد وزارة الخارجية في المملكة لأربعة عقود قاد خلالها الديبلوماسية السعودية بكل كفاءة واقتدار، في ظل أحداث وتحولات سياسية كبيرة، بذل خلالها جهوده لحماية مصالح الوطن، وكان صلباً في الذود عنه وعن أمتيه العربية والإسلامية، كما ساهم بجهده ووقته في مواجهة الكثير من التحديات والتهديدات، واستطاع بما عرف عنه من حنكة وحكمة ان يجنب المملكة الكثير من سلبيات تلك الأحداث والأزمات. وأشار السفير الفايز الى انه منذ تولي الفيصل منصب وزير الخارجية، في أعقاب رحيل والده الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1975، وحتى طلب الإعفاء منه قبل شهرين، كان سموه منافحاً ومدافعاً عن قضايا وطنه وأمتيه العربية والإسلامية، ولم يترك بقعة من بقاع الأرض ذات ارتباط بتلك القضايا إلا وتواصل مع قياداتها وسعى لتذليل الصعوبات و العوائق أمامها. واكد السفير الفايز ان المجال لا يتسع لذكر إنجازات الفيصل، حيث ان نشاطاته واعماله الكثيرة لا يمكن ان تعد في كل المحافل الإقليمية والدولية، حيث كان من ابرز صناع السياسة الخارجية في العالم خلال العقود الاربعة الماضية. والخسارة الوطنية برحيله ما هي إلا خسارة للأمتين العربية والإسلامية، حيث برحيله افتقدنا صوت العقل والحكمة والقدرة على الإقناع، لإعادة صياغة المواقف الدولية لتتوافق مع ما كان يراه من مصلحة لوطنه والعرب والمسلمين. ولعل نشاطاته التي يدركها الكثيرون في القضايا الإقليمية، مثل الصراع العربي - الإسرائيلي، وكارثة غزو الكويت ومواجهة التحديات في المنطقة جزء من مسيرة حافلة بالجهد و النشاط، فضلا عن جهوده الدؤوبة في تقوية التعاون الخليجي والتضامن العربي والاسلامي، من خلال اجتماعات دول مجلس التعاون و جامعة الدول العربية و منظمة التعاون الاسلامي و في المحافل الدولية الأخرى. وتقدم الفايز بخالص العزاء و المواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية محمد بن نايف وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان والى الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي النبيل و إلى الأمتين العربية و الإسلامية. الغانم: الديبلوماسية فقدت رجلاً تميّز بالحنكة والمواقف الحكيمة والمشرّفة اعتبر رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ان رحيل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير سعود الفيصل «خسارة للديبلوماسية الخليجية والعربية التي فقدت رجلا تميز بالحنكة وبمواقفه الحكيمة والمشرفة على مدى اربعين عاما صال وجال دفاعاً عن قضايا الامة العربية والاسلامية في المحافل الدولية». وعبرالغانم في تصريح صحافي عن بالغ مشاعر الاسى والتعازي لوفاة الفيصل مستذكرا «مواقف الراحل خلال فترة الغزو العراقي للكويت والمواقف الصلبة مع الحق الكويتي في القضايا والظروف كافة». وقال الغانم ان «الشعب الكويتي يشعر بالاسى لرحيل احد ابرز رواد الديبلوماسية الخليجية والعربية الذي تظل مواقفه محفورة في اذهان الكويتيين مع مايحملونه من تقدير للفيصل وللاشقاء في السعودية». ورأى ان «الفيصل نجح في محطات عديدة وفي ظروف صعبة بالنأي ببلاده وبالمنطقة عن الازمات الدولية والاقليمية، وبقيادة بلاده نحو الامن والاستقرار». ولفت الغانم الى «سياسة الفقيد الراحل التي أرست قواعد ديبلوماسية قائمة على السلام والعدل وحفظ الحقوق ودعم العدالة في مختلف الاصعدة». وتقدم الغانم للقيادة وللاسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية والى الشعب السعودي الشقيق بخالص التعازي بوفاة الفيصل سائلا المولى عزوجل ان يسكنه فسيح جناته. من جانبه، رأى رئيس مجلس الامة بالانابة مبارك بنيه الخرينج ان بوفاة الامير سعود الفيصل «فقدت المنطقة الخليجية والعربية والاسلامية شخصية فذة اتسمت بالحكمة وبُعد النظر والحنكه السياسية والعمل بحرص واخلاص وأمانة لقضايا بلده وامته». واعتبر الخرينج ان وفاته خسارة كبيرة للسياسة الحكيمة والمعتدلة للدول الخليجية والعربية التي قادها بكل اقتدار وحنكة لحفظ الامن القومي الخليجي والعربي حاملاً قضايا الامة العربية والاسلامية في كل محفل دولي واقليمي مدافعاً بكل قوة عن مصالح بلده وخليجه وعروبته واسلامه. وتقدم الخرينج بأحر التعازي والمواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل واسرة الفقيد الكبير والعائلة المالكة والشعب السعودي الشقيق والامتين العربية والاسلامية». وقال النائب الدكتور منصور الظفيرى ان برحيل الأمير سعود الفيصل فقدت الامة العربية والإسلامية فارساً من فرسان الديبلوماسية العربية والخليجية والذي سعى دائماً الى مد يد العون والمبادرة وتقديم الحلول الناجحة الى كل ما يحقق الوفاق ويعزز مكانة العالم العربي والإسلامي ويقوي وحدته وأضاف:«فقدنا وفقدت المملكة العربية السعودية سياسيا حكيما كرس جل اهتمامه لنصرة قضايا الامة الاسلامية والعربية مؤكدا ان وفاته مصاب جلل وخسارة كبيرة لمدرسة السياسة الحكيمة والمعتدلة والذي نجح بكل اقتدار وحكمة فى قيادة دفة الديبلوماسية السعودية منذ توليه منصب وزير خارجية العام 1975». واستذكر الظفيري للأمير الراحل بعضا من مواقفه المشهودة والتاريخية التي مرت بها الأمتان العربية والإسلامية، ومنها الاجتياح الاسرائيلي للبنان، وغزو العراق للكويت والأحداث التي شهدتها مصر أخيرا، مؤكدا ان «الامير الراحل كان صوتا مدويا في الدفاع عن الحق في المحافل الدولية». وتقدم النائب طلال الجلال بخالص العزاء الى المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا في وفاة «استاذ الديبلوماسية الامير سعود الفيصل». وقال الجلال ان «المملكة فقدت برحيل الامير سعود الفيصل احد ابرز رجالها الاوفياء وشخصية عربية إسلامية مميزة، يشهد لها الجميع بحُسن الخلق»، مشددا على ان رحيله «فاجعة كبيرة على العرب جميعا». وعبر الجلال عن عميق حزنه لرحيل الفيصل مشيرا الى أنه «سيبقى حيا في ذاكرة كل الكويتيين، فلن ننسى موقفه المشرف اثناء فترة الغزو العراقي الغاشم». وطالب الجلال الحكومة «باطلاق اسم فقيد الامتين العربية والاسلامية سعود الفيصل الذي رحل في ايام مباركة على احد شوارع الكويت، سائلا الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته». ورأى النائب سعد الخنفور ان الامة العربية والاسلامية خسرت برحيل الفيصل واحدا من رجالاتها المخلصين والمدافعين عن قضاياها ودينها. وتابع«لن ننسى في الكويت مواقفه المشرفة أبان الغزو الصدامي، فإلى جنات الخلد يا رائد الفكر السياسي والديبلوماسي». وعبر مقرر لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية النائب ماضي العايد الهاجري عن عميق حزنه لوفاة «فارس السياسة السعودية وحكيمها»، مبينا ان «العالم سيذكر الفقيد كقائد الديبلوماسية المحنك الذي خاض معارك سياسية كبيرة ممثلا لبلاده ومدافعا عن قضاياها، وقضايا الأمة العربية والاسلامية». وقال ان «الراحل ترك بصمته وتأثيره ورؤيته ودوره التاريخي واخلاصه في خدمة وطنه وعروبته وأمته الإسلامية في كل الساحات والمحافل، وخاصة مواقفه الصلبة وتصديه لعدو الأمتين العربية والإسلامية الكيان الصهيوني».