سما يوسف حرصت الشريعة الإسلامية على حفظ النفس وصيانتها وحمايتها من الاعتداء عليها، وحتى ترويعها، وتجنيبها كل الأضرار التي تفتك بها، وفي هذه الأيام مسلسل متواصل من مسجد القديح ومسجد العنود وأخيراً مسجد الإمام الصادق بالكويت في شهر رمضان المبارك الذي نرجو فيه المغفرة والعفو، وكل جمعة نضع أيدينا على قلوبنا بأن لا يكون هناك تفجير وكلها تختار يوم الجمعة المقدسة في بيت من بيوت الله دون ورع وخشية من الله، ولماذا بيوت الله؟ ويدور السؤال في ذهني لماذا بيوت الله؟؟ ما الهدف؟ وكيف تفكر هذه المجموعة وتبيح دماء المسلمين ظلماً وعدواناً؟ ولماذا هذه الفئة؟ هل هو التقرب إلى الله والسعي إلى الحصول على حورية في الجنة بتفجير نفسه وتفجير من حوله من المصلين الآمنين في هذا الشهر الفضيل وتخويف المسلمين وترويعهم، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إدخال الرعب بأي وسيلة، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسيرون مرة مع النبي في سفر، فاستراحوا ونام رجل منهم، فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذه، وأمرهُ على جسد أخيه النائم ففزع، فقال: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا» فما بالك بقتل إنسان بهذه الوحشية وتمزيق جسده إلى أشلاء متناثرة. وترويع المسلم في بيت من بيوت الله! هل لمنع المسلمين من الصلاة في المساجد؟ هل يعجبهم تدمير المساجد؟ «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين، لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم» سورة البقرة الآية 114 أي إسلام يدعونه؟ وما هو المنهج الذي يتبعونه؟ ومن أجج الأفكار الضالة وغسل أدمغتهم؟ من الذي لقنهم؟ وأين تلقوا هذا الدرس؟ ومن قال لهم: إن المسلم يقتل ويخرب ويدخل الجنة دون حساب! ألا يوجد سبل لدخول الجنة غير القتل! أي فكر ضال قلب لهم الموازين ألا يعلمون «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً».