أمر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف مسلسل العنف المذهبي في ولاية غرداية التي شهدت الاثنين والثلاثاء مواجهات استخدم فيها الرصاص خلفت 23 قتيلاً. ومع تسلم الجيش مهام الأمن في المنطقة ساد الهدوء الحذر غرداية أمس الخميس بالتزامن مع وصول رئيس الوزراء عبد المالك سلال في زيارة بتكليف رئاسي. ووفق بيان للرئاسة فقد كلف الرئيس الجزائري الجيش بالإشراف على مصالح الأمن والسلطات المحلية من أجل استتباب الأمن في ولاية غرداية. كما كلف رئيس الحكومة بمعية وزير العدل بالتكفل بحزم بكل خروقات القانون عبر الولاية حسب نفس البيان. وأعلن بوتفليقة في اجتماع مصغر مع سلال ورئيس الديوان الرئاسي أحمد أويحيى والقائد العام للجيش الفريق أحمد قايد صالح حزمة من القرارات الأمنية والاقتصادية للمنطقة. وأوفد الوزير الأول إلى الولاية للوقوف على حجم الخسائر البشرية والمادية وأمره بمتابعة فريق تحقيق قضائي بأقرب وقت لكشف دوافع ونتائج هذه الأحداث الأليمة. وأن يعمل مع أعضاء الحكومة كل في ميدانه لتجسيد المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الجاري تنفيذها والإسراع في إطلاق أخرى بما يوفر شروط الرفاه لسكان الولاية. وعين بوتفليقة اللواء عبد الرزاق شريف القائد العام للجيش في شرق ووسط الصحراء مشرفاً عاماً على شؤون الولاية بصلاحيات واسعة يعمل مع السلطات المحلية لتجسيد السلم. . وسيطر الهدوء الحذر أمس على ولاية غرداية. وقالت مصادر إنه لم يتم تسجيل أي تجاوزات أو أحداث عنف ليلة الأربعاء / الخميس، رغم أن الخوف لا يزال يسيطر على السكان. وأشارت المصادر إلى أنه لم يلاحظ أي انتشار لأفراد الجيش، رغم أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كلف الجيش باستتباب الأمن والحفاظ عليه في غرداية . وشنت أجهزة الأمن الجزائرية حملة اعتقالات بحثاً عن المتورطين في أحداث العنف المذهبية. وكشفت مصادر إعلامية عن أن مصالح الأمن اعتقلت حتى الآن 27 شخصا للاشتباه بتورطهم في هذه الأحداث. وذكر تلفزيون النهار الجزائري أن النائب العام أصدر أمراً باعتقال الناشط كمال فخار وأتباعه (محسوبون على الأمازيغ) لضلوعهم على ما يبدو في هذه الأحداث. كما كشف التلفزيون عن أنه تم الشروع في ملاحقة المحرضين على العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي. في سياق متصل تظاهر في العاصمة وعدة مدن جزائرية أخرى أمس آلاف من بني ميزاب وهم فرع من الأمازيغ ينحدرون من منطقة غرداية وينتشرون في كل البلاد، للمطالبة بتدخل الدولة السريع لوقف مسلسل الاقتتال المذهبي في ولايتهم. وجرت المظاهرات كلها بشكل سلمي مع شعارات وحدة الجزائر أرضاً وشعباً.