لا تخفي السائحة الأمريكية ميرسيدس دهشتها وإعجابها في ذات الوقت من التفاصيل الأصيلة والمبهرة في أجواء جدة القديمة على بساطتها، بحسب حديثها، وبالرغم من أنها سافرت إلى مدن كثيرة وشهدت ملامح متعددة منها، إلا أنها ترتبط بأجواء المنطقة التاريخية التي زارتها أكثر من مرة رغم حرارة الطقس. وكشفت ميرسيدس لـ «عكاظ» أنها تبحث في زيارتها لأي مدينة في العالم عن المنطقة الأم والمكان التقليدي الذي يعبر عن ماضي السكان وتركتهم الثقيلة والغالية التي تضج بالتاريخ والحضارة معا لتستمتع بالسير فيها راجلة على قدميها دون استخدام السيارة. وتشير ميرسيدس إلى أن لديها الكثير من المشاعر تجاه الأماكن التي تمتد بتاريخ مهم لدى سكانها، وهو الأمر الذي لمسته ورأته بوضوح في جدة وتحديدا في المنطقة التاريخية التي تشاهد بها تفاصيل لا تراها كثيرا حيث الناس يجتمعون طوال الوقت إلى بعضهم وحميمية الالتقاء باستمرار وهو ما يشكل ميزة فريدة من نوعها. السائحة الأمريكية، التي تعمل بإحدى الشركات الخاصة في العقد الرابع من عمرها، أشارت إلى أن المدينة التي قدمت منها لوس أنجلوس مدينة مفتوحة وكبيرة جدا وهي عكس حي البلد الذي يعد منطقة مزدحمة، كما أن مبانيه متلاصقة وهو ما يحدث مع سكانها الذين تملأهم تفاصيل الأمس في مزيج رائع بين الحاضر والماضي. وبينت أن بعض البشر بعد التقدم الحضاري والتكنولوجي ابتعدوا عن الماضي رغم عراقته وأصالته وتفاصيله المهمة، معتبرة أن وجودها في جدة يعطيها انطباعا بأن المنطقة تحافظ على تراثها جنبا إلى جنب مع واقعها المزدهر، مشيدة بالترابط العائلي في المجتمع السعودي الذي يدهشها كثيرا وهو ما أسعدها في جدة، وتضيف «العائلات هنا تنظم رحلات جماعية، والترابط والمودة قيمتان رائعتان في المجتمع السعودي يحافظون عليهما بطريقة مذهلة». وختمت حديثها بقولها «الناس في جدة مهتمون بهذا المكان وبقيمته التاريخية ويسعون دائما إلى تطويره وتقديم أفضل الخدمات حتى يبقوا بجوار حضارتهم وتاريخهم وهو إحساس فريد وقيمة إنسانية عظيمة».