نادية الفواز- سبق- أبها: في ليلةٍ شاعرة حلق ثلاثة شعراء وشاعرة من جيل الشباب، في نادي أبها الأدبي بأمسية شعرية، وهم الشاعرة حليمة أحمد عسيري، والشاعر حسن محمد القرني، والشاعر زايد حاشد كناني، والشاعر موسى يحيى محرق، وأدار حوار هذه الأمسية الشاعرة زهرة آل ظافر، التي قدمت لها بمقدمةً شعرية، ثم رحبت بالحضور والحاضرات باسم النادي، وقالت: مساء أبها سيشتعل هذه الليلة بألسنة من المشاعر يوقدها عذب الأحاسيس وحلاوة اللقاء. وقسمت الأمسية إلى ثلاث جولاتٍ شعرية، بحيث يُلقى في كل جولةٍ قصيدتان للشاعر، وبدأ الأمسية الشاعر حسن القرني، حيث تلت مديرة الأمسية قراءةً تعريفيةٍ تحدثت فيها عن نتاجه الأدبي، وتناولت شيئاً من سيرته الذاتية والأدبية، فهو صاحب ديوانين شعريين، أحدهما مطبوع وهو بعنوان ما لم أقل، وديوان تحت الطبع بعنوان ولم يبق من خيبةٍ في الزجاجة، كما أنه شارك في مسابقة أمير الشعراء في نسختها الثالثة، كذلك فعلت مع الشعراء الباقين حينما تحين أدوارهم في الإلقاء الشعري، بدأ القرني بقراءة قصيدتي سجن الروح، وصلاة جهرية. تلته الشاعرة حليمة عسيري، التي حاولت التقليب في الصفحات والتوقف أمام مشاعرها المدفونة كما وصفتها، مريدةً بذلك أن تتنفس هذه المشاعر عطر الحاضرين حتى تقوى وتبتهج، ثم قرأت نصي مباح، واحتضار، واستطاعت أن تضفي على المكان شيئاً من جمال الشعر الذاهب للتقليب عميقاً في عمق المعانة، والذي لا يترك أمام المتلقي إلا الشعور بنضج التجربة عند الشاعرة، بفضل التجلي الذي بدا واضحاً في إلقائها المتمكن، وشعورها الصادق. وجاء وقت المتألق زايد حاشد، الذي غاب عن المنابر الثقافية والأمسيات الشعرية منذ العام 2005م، وقد اختار أن تكون البداية من خلال ديوانه المطبوع في نادي أبها الأدبي تقاسيم زامر الحي، حيث قرأ من بين نصوصه قصيدتي الغسق، وزامر الحي لا يطرب. وفي ختام الجولة الأولى ألقى الضيف القادم من جيزان الشاعر موسى يحيى محرق قصيدتين، حيث أبدى سعادته الغامرة بالعودة إلى أبها، ومنبر ناديها الأدبي، والذي كان قد انطلق من خلاله إبان إقامته في أبها أيام دراسته الجامعية وما تلاها من سني العمل فيها، واختار أن يبدأ بالقصيدة الأخيرة التي كتبها قبيل مغادرته أبها، وهي قصيدة أبها في انكسار الوداع، ذكر فيها حنينه إليها وأيامها الخوالي، كما تغنى بأميرها السابق خالد الفيصل، موضحاً مدى وعيه الفكري وإدراكه المبكر وقدرته على قراءة المشهد بدقة.. يذكر أن له ديوان تحت الطبع يحمل اسم عروج، وربما يرى النور قريباً عبر بوابة نادي أبها الأدبي، ثم قرأ قصيدة ثانية، وهي مدي لي الأحلام. وفي الجولة الثانية قرأ الشاعر حسن القرني نصين، لم يعنون الأول كما يقول بأنه يترك المجال أمام السامع ليضع له عنواناً كما يريد، والثاني بعنوان موسيقى، وقرأت في الجولة نفسها الشاعرة حليمة العسيري قصيدتي عيدي ودموعها، ثم قرأ زايد حاشد نصي احتفالية على نجيع الشفق، وإيماءة الشيّح، وهي مهداة لروح الشاعر محمد الثبيتي رحمه الله، وقرأ موسى محرق نصين هما ما كنت أنهاكم وسألوك عني. وفي الجولة الثالثة قرأ الشاعر حسن القرني أربعاً من الومضات بعد أن أجاب طلب الشاعر مريع سوادي وقرأ نص الكتابة، ثم قرأت الشاعرة حليمة العسيري نصي أنا لا أغيب، وعانقت أُنساً، في حين قال الشاعر زايد حاشد قصيدتين هما براءة، ونهار، واختتم الشاعر موسى محرق الأمسية بقصيدتي شكراً لهذا البؤس يا قومي، ووطن يشبه الآخرة. في ختام الأمسية ألقى نائب رئيس النادي الدكتور محمد أبو ملحة كلمة شكر فيها الشاعرة والشعراء ومديرة الأمسية على ما أمتعوا به المستمعين في هذا المساء الشاعر، وقال لقد حلقنا هذه الليلة في هذه السماوات الشعرية، وسمعنا الشعراء بمشاعرهم المختلفات، ودعا الشعراء لتسلم دروع النادي وهداياهم التذكارية في قاعة الرجال، فيما كرمت كفى عسيري الشاعرة في القسم النسائي.