لم تتمكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن توزيع 40 ألفا من طالبي اللجوء من سورياوإريتريا وإيواء 20 ألفا من اللاجئين الآخرين. وقال وزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة البلجيكي تيو فرانكن للصحفيين "في الوقت الراهن، وافق وزراء داخلية الدول الأعضاء، خلال الاجتماع المنعقد في لوكسمبورغ، على استقبال ما مجموعه 28910من طالبي اللجوء فقط على أن تتواصل المناقشات في اجتماع آخر لوزراء الداخلية يوم 20 يوليو/تموز الجاري". وقد أعلنت بلجيكا عن استقبال 1364 شخصا، في حينقالت فرنسا إنها ستستقبل 9100 شخص وألمانيا 12100. وعلق الوزير البلجيكي أنه في الوقت الذي "تسعى بلجيكا لاستضافة 1364 شخصا، فإن بعض الدول لا تفعل شيئا أو تقريبا لا شيء"، موجها أصابع الاتهام إلى دول أوروبا الشرقية. في حين أعلنت كل من إسبانيا والمجر والنمسا أنها على استعداد لاتخاذ خطوات في اتجاه استقبال جزء من طالبي اللجوء. تقاسم العبء وكان الاتحاد الأوروبي قد طلب في أواخر يونيو/حزيران الماضي من أعضائه المشاركة في استقبال 40 ألفا من طالبي اللجوء من سوريا وإريتريا كانوا قد وصلوا إلى ايطاليا واليونان، وتقاسم إيواء حوالي 20 ألفا من اللاجئين الآخرين. وجاء القرار بعد أن ناشدت الدول الأوروبية المطلة على حوض المتوسط التي أنهكها تدفق الأعداد الكبيرة للمهاجرين الدول الأعضاء الأخرى مشاطرتهاالعبء. وتوضحالخبيرة في الشؤون الأوروبية هريسا إيريكاز للجزيرة نت أن "المقترح الذي تقدمت به المفوضية الأوروبية، بعد المآسي التي شهدها حوض المتوسط في الأشهر الأخيرة، يفترض أن يتم تنفيذه على مدى سنتين وتخصص له مساعدات مالية للدول المشاركة في العملية". وأضافت أن"توزيع المهاجرين يتم اعتمادا على أربعة معايير تتعلق بإجمالي الناتج المحلي وعدد السكان ونسبة البطالة وكذلك عدد طالبي اللجوء الذين تم استقبالهم في السابق"، مذكرة بأن القمة الأوروبية المنعقدة في أواخر يونيو/حزيران المنصرم قد اعتمدت مبدأ التوزيع على أساس طوعي وليس بشكل إلزامي على النحو المأمول في الأصل من قبل المفوضية الأوروبية. انتقادات حقوقية ويواجه التعامل الأوروبي مع ملف الهجرة بشكل مستمر انتقادات لاذعة من قبل المنظمات الحقوقية والمدافعة عن حقوق المهاجرين. مالو غاي، من إحدى هذه المنظمات، تقول للجزيرة نت "من العار أن لا يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى قرار نهائي بشأن ملف التوزيع في اليوم الذي أعلنت في المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين تخطى أربعة ملايين، بينهم مليون هربوا من سوريا خلال الأشهر العشرة الأخيرة"، علمابأن"القسم الأكبر من اللاجئين السوريين يقيمون في دول الجوار وليس في أوروبا". وتضيف أن "على المسؤولين الأوروبيين اتخاذ إجراءات في أقرب وقت لأن الأمر يتعلق بحياة أشخاص يوجدونبمراكز في انتظار حياة أفضل". وبدورها، تعتقد العاملة في مجال الهجرة ناتالي دوبري أن "على الدول الأوروبية فتح أبوابها أمام هؤلاء اللاجئين الـ60 ألفا دون قيود أو شروط". وتضيف للجزيرة نت أن "اختيار الوجهة يجب أن يتم بحرية بدل أن يكون مفروضا"، مشددة على أن "أوروبا سبق لها أن فتحت أبوابها في السابق دون شروط مسبقة أمام مواطني أوروبا الشرقية في عهد الحرب الباردة". وكان رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس قد دعا الاتحاد الأوروبي إلى رد "أقوى وأكثر فعالية" لمشكلة اللاجئين، وأشاد بجهود ألمانيا التي سجلت 200 ألف طلب لجوء منهم 41 ألفسوري في 2014. وقال إن المانيا والسويد وحدهما عالجتا نصف طلبات اللجوء التي تلقتها دول الاتحاد الأوروبي.