قانون كرة القدم الحالي يمنع حارس المرمى من إمساك الكرة باليد عندما يمررها له أحد زملائه بالقدم. هل تعلم أن منتخب مصر كان له دورا كبيرا في ذلك؟ نعم، فمن ينسى المباراة المملة بين مصر وأيرلندا كما وصفتها جميع الصحف العالمية، في البطولة العقيمة كأس العالم 1990 بإيطاليا، التي تسببت في إلغاء التمريرة الخلفية من المدافع إلى يد حارس المرمى. الأداء السلبي، كرة القدم الدفاعية الحذرة الخالية من المتعة، كأس العالم 1990، مباراة مصر وأيرلندا بالتحديد، إلى جانب بطولة يورو 1992 بالسويد، كل تلك الأسباب دفعت الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا لوضع ضوابط جديدة لمسك حارس المرمى الكرة باليد عندما يعيدها له أحد رفقائه. تم إقرار القانون عام 1992، لاقى استحسان الجميع لأنه يساعد على انسيابية مباريات كرة القدم ويجبر الفريق الحذر على لعب الكرة للأمام مثلما هو الحال في اللعبات التي تعاقب الفريق على الأداء السلبي، مثل كرة السلة وكرة اليد وغيرهما. العديد من الفرق كانت تستخدم هذه الحيلة لقتل المباريات. المدافع يعيد الكرة لحارس المرمى، والأخير يمسك بها لفترة طويلة ويتكرر الأمر تباعا، إلى أن يحصل الفريق على مبتغاه ويتذمر الجمهور مما يراه في الميدان. ومن بين أولئك الذين استخدموا تلك الطريقة السلبية من أجل تفادي الهزيمة، هم لاعبو منتخب مصر في كأس العالم 1990 بتعليمات الجنرال الراحل محمود الجوهري. معظم وقت مباراة مصر وأيرلندا كان الحارس أحمد شوبير يلتقط الكرة العائدة من هاني رمزي أو هشام يكن، ليحتفظ بها بضعة دقائق لإهدار الوقت وحرمان الأيرلنديين منها. الأيرلنديون أنفسهم انتقدوا منتخبهم على أدائه الضعيف في المباراة، لكنهم صرحوا وبقوة أن المصريين لم يأتوا للعب كرة القدم، بل دخلوا المباراة ولهم هدف واحد فقط هو التعادل، ولقد نجحوا في مبتغاهم. ولأن فكرة أن الفريق الحذر الباحث عن التعادل وقتل المباراة يمتلك هذه الوسيلة من أجل إهدار الوقت، كان لابد لقانون كرة القدم أن يُعدل من أجل عودة المتعة لملاعب الساحرة المستديرة.