×
محافظة المنطقة الشرقية

تنفيذ جريمة قتل في النعيرية بالمنطقة الشرقية والقبض على مرتكبيها

صورة الخبر

أكثر من 11 عاما مضت على آخر سيول جرفت معها الأخضر واليابس في مركز اليتمة، الواقع على بعد 85 كم من المدينة المنورة، ومع ذلك لم تتحرك أي جهة لإصلاح الوضع، أو تبديد المخاوف من أي سيول أخرى قادمة، رغم أن عمر السيول في المركز يعود إلى 29 عاما. ولا ينسى أبناء اليتمة كارثة السيول التي حلت بهم قبل عدة سنوات، وذهب ضحيتها خمسة عشر من أبنائها، كما لا ينسون الأمطار الغزيرة التي هطلت عليهم في موسمي 1407هـ و1425هـ، لكنهم باتوا قلقين من أي موسم جديد يمكن أن يعيد السيناريو المؤلم الذي ألحق أكبر الخسائر بالمزارع والنخيل والمحاصيل الأخرى التي كانت تمد المدينة المنورة على مدار العام بدون انقطاع. ويضم مركز اليتمة الواقع على طريق الهجرة نحو 40 قرية يقطنها 16 ألف نسمة، وتنتاب الأهالي المخاوف من تجدد كوارث السيول، ولهذا تأتي مطالباتهم بإنشاء سد منيع يدرأ عنهم خطر السيول وإلا ستتكرر المأساة مرة أخرى نظرا لأن العقوم الترابية التي تم إنشاؤها هناك كانت بطريقة بدائية لا يمكن لها مقاومة السيول العاتية، حتى ارتبط اسم اليتمة بكوارث السيول وهلاك المزارع وقطعان كثيرة من الإبل والأغنام. يتساءل لافي بركي أبوربعة عن أسباب تأخر إنشاء السد رغم أهميته القصوى في حماية اليتمة، وفي حال إنشاء السد سيكون حزاما واقيا للمنطقة من الجهة الجنوبية، مشيرا إلى أن السيول التي ضربت المنطقة عام 1425هـ كان معظمها عبارة عن مياه منقولة وليست أمطارا سالت من أودية اليتمة، وتركزت في الأجزاء الجنوبية من المدينة، حيث إن وادي اليتمة يغذيه 29 واديا فرعيا مما يرفع الأودية التي تصب في المدينة المنورة مثل وادي العقيق والنقيع والنقيعة. ويضيف: في أعقاب الدمار جراء غياب السد يقوم بعض من المزارعين القلائل بإنشاء عقوم هزيلة من الرمال بمثابة سد يجمع مياه الأمطار في منطقة معزولة عن السكان والمزارع ولكن ما أن تتجمع المياه بكميات كبيرة حتى تبدأ في الانتشار في كافة الاتجاهات محطمة تلك العقوم الترابية التي لا تصمد طويلا أمام المياه المندفعة بقوة، وكان من شدة اندفاع السيول التي شهدتها اليتمة أن اقتلعت أشجار النخيل من جذورها حتى تراجعت معدلات المحاصيل التي تنتجها اليتمة وفي ظل ذلك هرب المستثمرون في القطاع الحيواني إلى مناطق أخرى من المملكة مما جعل الشقين الزراعي والحيواني معدومين وذلك بسبب عدم إقامة السد وبالتالي ذهاب المياه لعدم حفظها. ويستعيد الحرير حبشي العمري (أحد كبار السن) باليتمة، الذكريات عندما جرفت السيول أكثر من 1200 رأس من الأغنام لأحد المواطنين، ونفقت بالكامل، كما خلفت السيول خسائر جسيمة في مزارع الدواجن التي تنتشر في اليتمة، فيما عاد غياب السد بالكساد على اليتمة وقد أدى إلى الجفاف ونضوب مياه العيون والآبار. لكن البداية المفرحة لأهالي اليتمة كان مصدرها قيام إحدى الشركات الوطنية المتخصصة والعاملة في مجال السدود التي لها دورها الفعال في عملية التطوير الزراعي وخدمة المزارعين، بأعمال الرفع المساحي لسد سميرة في اليتمة وعمل الخرائط والمخططات وإنجاز كل هذه الأعمال في فترة وجيزة وقصيرة وبسرعة هائلة وكل هذه الأمور تدل دلالة واضحة على أن هذا المشروع له جل العناية والرعاية والاهتمام من قبل الجهة المختصة المشرفة على المشروع. وهذه البداية جعلت المزارعين يشعرون بالفرحة الغامرة لأنهم كانوا يتوقعون أن تتواصل الأعمال بالمشروع حتى النهاية وأن يتم إنفاذه بأسرع الأوقات وأقربها، ولكن سرعان ما تلاشت أحلام الأهالي حينما دب الملل وقل العمل والاهتمام وبدأت عملية التنفيذ تتأخر قليلا حتى وكأن المشروع لم يكن واختفت الجهة المشرفة على المشروع من الواقع نهائيا ولم يعد هناك ما يشير إلى أن سد سميرة سيقام. وأشار الأهالي إلى أن نضوب المياه باليتمة عرض المزارعين فيها إلى عدة مشكلات، منها: التكاليف المالية والحفر لمسافة 200 متر في سبيل البحث المضني عن الماء في أعماق الأرض، وربما لا يجد ضالته بعد كل هذا العناء، كما أن المزارعين سيقفون مكتوفي الأيدي ويعجزون عن سداد أقساط البنك الزراعي وسيواجهون أيضا تكلفة ورواتب العاملين لديهم وعدم الوفاء بها مما سيوقعهم في خلافات وشكاوى من قبل العمال مع وزارة العمل وبالتالي يؤدي هذا إلى عدم الوفاء بالالتزامات الأسرية ومتطلبات هذا العصر الكثيرة. وأبدى عبدالعزيز بن عيد السهلي امتعاضه الشديد من توقف السد وذهاب الجهة التي كانت ستنفذه، مبينا أن آمالهم معلقة بعد الله في تنفيذ السد لإنقاذ مزارع اليتمة ورجوع الحياة لها بعد كوارث السيل التي لحقت بهم، حيث إن فرحة أهالي اليتمة بعدما شاهدوا لوحة تدل على مكان إقامة السد سرعان ما تبددت وهم يرون المعدات والعاملين في إنشاء السد في قرية سميرة وقد ذهبوا بدون رجعة تاركين الحسرة على محيا كافة سكان اليتمة.