في مسيرة العمل التربوي العربي المشترك، وفي إطار حرص وطننا العربي ومؤسساته التعليمية على تحقيق ما هو أفضل وما يصل بمدارسنا العربية إلى مراكز التفوق والريادة، يأتي المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم الذي دشنته المملكة العربية السعودية الشقيقة مطلع مايو الماضي، ليمثل إضافة قوية ولبنة مهمة في أساس البناء السليم لنهضة تعليمية عالمية المستوى، تسعى بلداننا العربية للوصول إليها وإلى أهدافها التي تجعلنا في وضعية تنافسية تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة الكبرى. لقد جاء احتضان المملكة العربية السعودية الشقيقة لهذا المركز الاستثنائي الذي انطلق بإشراف من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليزيد من ثقة مؤسساتنا التعليمية والقائمين عليها، في تعزيز مفاهيم الجودة ومبادئ التميز، التي تمثل الأهداف الرئيسة للمركز والمضمون العميق لرسالته، التي يسعى إليها ويعمل على تحقيقها. إن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أرست قواعد راسخة للعمل التربوي والمؤسسي العربي المشترك، وأسهمت – من خلال وزارة التربية والتعليم– في توحيد الجهود، ودعم مسيرة التعليم، ولاسيما على مستوى دول مجلس التعاون، تقدر بكل اعتزاز مبادرة المملكة وتوجهاتها الرامية إلى تطوير السياسات الداعمة للجودة والتميز في التعليم، والمبنية على أفضل الدراسات والخبرات والتجارب العالمية في هذا المجال. ونحن على يقين من قدرة المركز الإقليمي للجودة والتميز على الوصول إلى مبتغاه، وإلى ما نصبو إليه جميعاً من أهداف، ومن بينها الوصول إلى المراكز الأولى على مستوى التنافسية العالمية، وتعميم أفضل الممارسات التربوية الناجحة في مدارس وطننا العربي. إننا نتطلع إلى عمل جاد تشارك فيه المؤسسات التربوية العربية كافة، لإنجاح المركز في مهمته الوطنية العربية، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة لن ندخر وسعاً، في تعزيز دور المركز، ليكون صرحاً إقليمياً وعالمياً للجودة والتميز. * وزير التربية والتعليم - دولة الإمارات العربية المتحدة