لم أتابع مسلسل سيلفي لوجودي خارج المملكة. ولكن تمكنت من مشاهدة بعض الحلقات ومنها الحلقة الأولى، والحقيقة أعجبتني الفكرة وطريقة طرحها وكيف أوضحت لنا أننا نتخاصم ونتجادل وتقام حروب على أمور حدثت قبل قرون عديدة وأشك أن معظم من يقتل ويُقتل فى سبيل ما حدث من قرون لا يعرف تفاصيل ما يقاتل من أجله، ولكن العملية تأخذ الطابع الانفعالي فقط وتبنى في داخل الفرد عن طريق ما ينقله له مجتمعه، ومن بعض الكتب غير الموثوق فيها، ومن كبار السن ومن الأصدقاء وبعض المشايخ هداهم الله وبالتالى يتم الشحن الانفعالى وبتكراره تتكون عاطفة من الكره قد لا يعي الفرد كيف مر بمراحل تكوينها عبر سنوات طويلة. ولذا فإن كل هذه الأفكار مجرد انفعالات تكونت من آراء ومعتقدات لا تقوم على حقيقة مطلقة وواضحة، بل على افتراضات تشكلت عبر الزمن لتكون عاطفة هوجاء من الحقد والعداء، عاطفة غير موجهة تبناها المجتمع ومثلها بعض الأفراد الذين فقدوا حكمهم المتزن والمنطقي على الأمور. ثم للأسف قامت هذه الفئة باستغلال فئة الشباب والسن الحرجة التي يمرون بها لتغرس فيهم هذه العاطفة من الكره وتوعز لهم بان هذا الآخر المختلف عنا لايستحق العيش. ومن الطبيعي أن المراهقين والشباب من السهل شحنهم انفعالياً وتوجيه سلوكهم وغرس بعض القيم غير المتسقة مع تعاليم ديننا الحنيف بما فيه من رحمة وفهم وتقدير. لذلك أعتقد أن على مجتمعنا الوقوف وبشدة فى وجه مثل هذه العواطف ومنعها من الانتقال من جيل لآخر. لقد زرت الهند قبل عدة سنوات وكنا فى باص سياحي وبدون مبالغة كنا نشكل أكثر من ثلاثة أديان. دار بيننا حوار في مواضيع مختلفة ولم يتجرأ أحد منا أن يحط من قيمة دين الآخر فذلك شأن خاص بالفرد. والهند تضرب لنا المثل الأعظم في التعايش السلمي بين الأديان وكذلك كنا في عهد سيد البشرية رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لقد وقف عليه الصلاة والسلام لجنازة يهودي وقال: أليس بإنسان؟ عندما نحترم الآخر لإنسانيته بغض النظر عن دينه ومذهبه نصل إلى هذه المرحلة من الرقي الفكرى والسلوكي. الاختلاف المذهبي موجود فى كل الأديان وكل مذهب يرى أنه على صواب وهذا شيء طبيعي ولكن أن تفكر بأنك الأحسن وأن الآخرين لا يستحقون حتى الحياة لأنهم مختلفون عنك فهذه كارثة. كفى ما نمر به من عواطف كره للآخر.. كفى تدميرا وقتلا في أرضنا وفي مساجدنا ولإخوة لنا لا يهم وإن اختلفنا؛ فالحب ووحدة الهدف يجمعاننا. لمراسلة الكاتب: hatallah@alriyadh.net