×
محافظة المدينة المنورة

عام / فعاليات وبرامج منوعة في احتفال العيد بمحافظة بدر ومراكزها

صورة الخبر

بات النازحون الفلسطينيون من سوريا إلى لبنان، في وضع صعب ولا يحسدون عليه، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا أوقفت مساعداتها لهم. وبات العراء نصيب الكثيرين منهم. الخيارات أمام النازحين باتت جد ضيقة: إما إلى العراء أو إلى البحر! كتبت مادونا سمعان في صحيفة السفير: ..هكذا لم يعد أمام الفلسطينيين النازحين من سوريا الا واحدا من خيارين: بؤس العراء أو خطر الموج. كيف ولا؟ و «الدول الكبرى» تغضّ الطرف عن تمويل حاجاتهم الملحّة، التي في أحسن الاحوال ما جذبت يوماً أكثر من ثلث التمويل الذي صرف على دورة أولمبية هنا، أو «مونديال» هناك. وهكذا لم تثمر تحركات «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) لجذب التمويل اللازم من الدول المانحة، لاستمرار تقديم هبات الإيواء للنازحين الفلسطينيين من سوريا. فحتى كتابة هذه السطور كانت الوكالة ما تزال ماضية بوقفها. ما يعني أن العائلات النازحة لن تتقاضى المئة دولار التي كانت تصلها منتصف كل شهر، وأن شهر تموز سيأفُل من دون تلك الهبة. ونقلت الصحيفة عن السفارة الفلسطينية تقديراتها لأعداد من بقي من النازحين بأربعين ألفاً. وكتبت سمعان: فبدل الإيواء الذي كانوا يتقاضونه، جمع أكثر من عائلة تحت سقف صغير وحماها من شرّ العراء. وكان يُحوّل في كثير من الأحيان لشراء دواء او أي من المستلزمات الضرورية والطارئة في أيام اللجوء الصعبة. يدرك المسؤولون في «الأونروا» ذلك، وهم يتأسفـــون لأنه «حتى الساعة لا تبديل في القرار على الرغم من أن الوكالة تبذل أقصى الجهد لجـــذب المال اللازم»، يقولون. كذلك يتأسّف سفير فلسطين في لبنان أشرف دبّور من وصــــول الوضع إلى ما هـــو عليه اليوم. يعتبره ظلماً، لا ســيما أن الفلسطينيين ممـــنوعون من العمــل في لبنان، أي ممـــنوعون من كسب قوتهم. معاناة مضاعفة وينتشر النازحون في المخيمات الفلسطينية، ما يزيد أعباء أهالي المخيمات اللاجئين إلى أعبائهم، وهم الممنوعون من العمل في الكثير من المهن!! وتورد الصحافية مادونا سمعان قصص لمعاناة نازحين مع لاجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان، فقد حضر يوسف تركاني وعائلته الى لبنان هرباً من جحيم الحرب السورية في العام 2012. يوسف مكفوف وحالته الصحية لا تسمح له بالعمل. يعيش مع أولاده وزوجاتهم وأحفاده في منزل واحد داخل المخيم. يعمل ولداه لإعالة العائلة. أحدهما ممرض يعمل في مجال تصليح الهواتف وآخر تعلّم مهنة الحدادة. يؤكد يوسف أن «بدل الإيواء الذي كانت تقدمه الاونروا كان يساعد كثيراً ولو أنه قليل»، واصفاً حالته على طريقة المثل الشعبي «رضينا بالهم والهم ما رضي فينا». يعرب عن حزنه لعدم «إيجاده صدراً حنونا منذ قدومه الى لبنان»، سائلا عن الاسباب التي «دفعت الاونروا لاتخاذ هذا القرار، وعن توقيف الدول المانحة بدعم الاونروا، كما تقول الأخيرة»، حسب تعبيره، مطالباً بـ «ضرورة الضغط على الدول المانحة لإنصاف حالتنا، فنحن هنا ضيوف حتى إشعار آخر، فبدلاً من زيادة بدل الإيواء، يقومون بإيقافه؟». أرملة مع أحفادها معاناة أخرى توردها سمعان ينعكس الوضع نفسه في مخيم شاتيلا، فتغريد امرأة أرملة نزحت من اليرموك برفقة أولادها وأحفادها الى بيروت منذ ثلاث سنوات. لا يتسع المنزل المؤلف من غرفتين، الذي اختارته العائلة في مخيم شاتيلا لكل أفرادها، لكن ليس هناك من بديل. لم ينجح أبناء تغريد بإيجاد عمل، للسنة الثالثة على التوالي، لأنهم فلسطينيون. ولا تجد العائلة أمامها سوى بعض الجمعيات بهدف الحصول على المساعدات. تقول تغريد: «لا يهمنا الحصول على الطعام، فيمكننا الصبر والعيش من دونه. الأهم بالنسبة الينا هو تأمين بدل السكن، كي لا نصبح في الشارع». تكاد تغريد لا تصدق قرار «الأونروا»، ففي الوقت الذي كانت تطمح فيه تغريد وعائلتها الى تقديم المزيد من المساعدات، تقع تحت وقع صدمة الامتناع عن منح بدل الايواء، وما تلاه من تقليص بعض الجمعيات لمساعداتها النازحين من سوريا. حتى الساعة، تغريد ليست مقتنعة بأن «المشكلة في الميزانية»، معربةً عن استغرابها لـ «إيقاف الدول المانحة عن تقديم المساعدات». وأمام هذا الوضع، تقول تغريد «لم يعد هناك سوى رب العالمين». وبالاضافة إلى معاناتها مع النزوح، تعاني تغريد من مرض في كليتها، ولا أحد يؤمن لها العلاج. تؤكد أنه في كل مرة تزور فيها الطبيب المكلّف من قبل الأونروا لمتابعة حالتها، يصف لها الأخير مسكّنا، فيما تحتاج لعلاج طويل ومكلف. يعاملوننا كأننا متسولون! وكتب الصحافي محمد صالح في صحيفة السفير، تحت عنوانالعائلات الفلسطينية السورية في صيدا: يعاملوننا كأننا متسولون!: تقيم مئات العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا في مخيم عين الحلوة، وتتعدد صور وأنماط الضغوط التي يتعرضون لها، معتبرين أنها تهدف إلى دفعنا للانتحار بما بات يُعرف بـ «قوارب الموت»، إذ يعانون من ضغوط أمنية وإنسانية ونفسية، تمت مضاعفتها أخيراً عبر قرار «الأونروا» تقليص مساعداتها ووقف دفع بدل الإيواء. يعيش صالح محمود وعائلته المؤلفة من ستة أفراد، في غرفة واحدة في عين الحلوة. الغرفة صغيرة تحتوي على مطبخ وحمام. يختصر وضع محمود حالة غالبية النازحين الفلسطينيين من سوريا. يقول: «هذه حالنا. كنا نعيش في بيوت نملكها في اليرموك، ولم نشعر يوماً بأننا من النواحي الحياتية والمعيشية والاجتماعية والإنسانية ينقصنا شيء». يقوم محمود بإجراء مقارنة سريعة بين حياته في اليرموك وبين الوضــع الذي وصل اليه اليوم، مؤكداً أنه منـــذ أن «تهجرت من بيتي اصبحت مريضاً، لا أقدر على فعل شيء. بالي مشغول وعقلي مشوش». يسأل: «كيف أتدبر أمري وكل هذه المآسي نزلت علينا دفــــعة واحدة، وحتى الأمن هــنا نكـــاد نفتقده، والانروا بدل ان تحمينا اوقفت مساعداتها عنا وحــتى بدل الإيـــواء؟ نحـــن بحاجة إليه لأننا بتنا بعد ان حولونا الى محتجاين نسعد بالقليل القليل وأشبة بمتسولين». ويقول بغضب وصوت خافت: «لقد دفعنا ثمناً باهظاً لتلك الحرب وتحولنا الى نازحين مهجَّرين نعيش مرارة الذل والإهانة، نقيم في غرفة يحسبوها علينا بيتاً، فيما يقيم غيرنا من اترابنا في غرف آيلة للسقوط، عدا عن ان الاكثرية تقيم في تجمعات لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الانسانية». يضيف: «أولادي كلهم اطفال، ولا أحد يعمل بينهم كونهم تلامذة في المدرسة، وإن مت سيتحولون الى مشردين»، مناشداً «الأونروا» والدول المانحة والمجتمع الدولي «التحرك السريع لوقف إجراءات الانروا بحقنا، أو إعادتنا الى مخيماتنا في سوريا». الاعتصام الأطول أما الصحافي عمر إبراهيم فكتب في صحيفة السفير عن الاعتصام الأطول الذي ينفذه النازحون الفلسطينيون في مخيمي البارد والبدّاوي. وينقل إبراهيم عن النازح الفلسطيني أبو عادل معاناته أنهم هربوا من النار التي حاصرت اليرموك، إلى نار أصعب وأشدّ في البارد و «معاناتنا لن تنتهي بدفع بدلات الإيواء بل بإعادة خدمات الوكالة إلى ما كانت عليه سابقاً». ويشير مسؤول «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في الشمال اركان بدر الى أن «الوضع أشد تفاقما في البارد لأن تقليص الخدمات يلقي بثقله على أبناء المخيم الذين يعيشون حالة احتقان شعبي عارم وغضب شديد». وقد لا يكون وضع مخيم البداوي أفضل حالاً، خصوصاً أنه يعيش فيه نحو 42 ألف فلسطيني من لبنان وسوريا، ونازحون سوريون في أقل من كيلومترين مربعين. كما أن قرار «الأونروا» بوقف بدلات الإيواء لن يرتدّ على 950 عائلة نازحة وحدها بل أيضاً على مضيفيهم الذين تضيق بهم فرص العمل وتتضاعف الأعباء الملقاة عليهم.