×
محافظة المنطقة الشرقية

أزمة مالية تهدد معسكر القادسية في تركيا

صورة الخبر

كان عرض شارة برنامج افتح يا سمسم كافياً لإعادة جيل كامل عشرات السنين إلى الوراء ليسترجعوا بريق طفولتهم أول من أمس في أخر جلسات المجلس الرمضاني حول حوار الإبداع الكرتوني. وبحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس المركز، تناولت الجلسة واقع الاستثمار في المسلسلات الكرتونية العربية، والصعوبات التي تواجه صنّاع هذا الفن المؤثر. أضاء خيالات الحوار الكرتوني الممتع كل من النجمة الكويتية انتصار الشراح، ومبدعي الكرتون في الإمارات محمد سعيد حارب، وعبد الله الشرهان، وأدار الجلسة الإعلامي الإماراتي عبد الله إسماعيل الذي استطاع رسم بوابة جميلة إلى الحوار، باختياره البدء بذكريات الطفولة في شهر رمضان، والتفاصيل التي عشناها أمام شاشات التلفزيون، لنكبر ويظل الكرتون جزءاً من تكويننا، وفهمنا للواقع، ورؤيتنا لهذا العالم. وحضر الجلسة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق، ود. محمد عايش، رئيس قسم الاتصال الجماهيري بالجامعة الأمريكية في الشارقة، ود. كايرو عرفات، المديرة العامة لشركة بداية للإعلام، وأسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي، وعدد كبير من الجمهور والأطفال المحبين للمسلسلات الكرتونية، والمهتمين بالتعرف إلى جديدها. الكرتون غذاء يومي للطفل يستطيع الحصول عليه في أي وقت، عكس المسرح الذي يحتاج إلى عدة شروط تتعلق بالزمان والمكان، لكن هذا لا يلغي أهمية كل منهما ،فكلاهما يكمل الآخر، هكذا بدأت الفنانة الكويتية انتصار الشراح حديثها مشيرة إلى أن الكرتون، لا يرتبط بالفكاهة والكوميديا، لكن برسالة يؤديها في وعي الطفل ،فغاية المعرفة تغلب على عنصر الترفيه، وعن أثر الكرتون في حياتها التي ارتبطت به، وبأعمال الأطفال عموماً منذ مشاركتها في عمل باي باي لندن حتى اليوم، أكدت أن الجميع يتأثرون بالكرتون لأنه يؤثر بشكل كبير في تكوين شخصياتهم، فالأطفال يتقمصون الشخصيات الكرتونية، لتعمل عقولهم على تخزين هذه الصور وتحويلها إلى صور نمطية، مشيرة إلى أنها تشعر أن بداخلها طفلاً حتى في هذا العمر، حيث تميل لأن تكون قريبة من الأطفال دوماً. وتناولت ظاهرة تراجع صناعة الكرتون وأعمال الأطفال في الكويت، مستعيدة عدد المسرحيات التي كانت تحضر للأطفال بمناسبة العيد، وتجاوز 15 مسرحية، ومستشهدة بتوقف الكثير من الأعمال الكرتونية الناجحة هناك، فالكويت كما أسمتها هوليوود الخليج، لكن الإمارات تفوقت على الكويت بالكرتون بفضل جهود شبابها، ودعم المؤسسات المحلية والقيادات. كان الهدف من الحلم الكرتوني الإماراتي بالنسبة للمخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، تقديم مادة كرتونية بمضمون ثقافي محلي للطفل العربي، لكن هذه المهمة لم تكن سهلة حسب وصفه، فالمنتجون والرعاة يرون في هذه الخطوة مغامرة، ولهذا كان من الأفضل تقديم مادة لشريحة أوسع من الناس، فقرر حارب التوجه بعمله نحو النساء اللاتي اعتبرهن أكبر طاقة شرائية ودعائية. أما عن مغزى الاستثمار في الكرتون، فصرح أنه في كل العالم تستثمر المسلسلات الكرتونية في التلفزيون أولاً، ثم من بعده يأتي المسرح والسوق التجارية، موضحاً أن ما يدفعه التلفزيون لإنتاج مثل هذا النوع من البرامج بالكاد يغطي تكاليفها، ولهذا لابد من استثمار نجاحها بطرق ذكية، وتطرق بالحديث إلى موضوع حرب الملكية الفكرية التي كلفته الكثير من دون التمكن من حمايته من استغلال تجار المنتجات الصينية التي اكتسحت الأسواق بشخصية أم خماس، بعد النجاح الكبير الذي حققه العمل، ما جعله يتجاوز أخطاء الماضي، ويقوم بتحضير كل منتجات مسلسله الكرتوني الثاني مندوس لتكون جاهزة مع إطلاقه على الشاشة. وعن صعوبة إنتاج السينما، تطرّق إلى محدودية السوق التي تتوجه إليها الأعمال الخليجية، بسبب اللهجة حيث لا يمكن التوجه إلى السوق المصري على سبيل المثال بعمل خليجي، هذا بالإضافة إلى خسارة أكبر سوق في الخليج، السعودية التي لا يوجد فيها دور للسينما. أما عن النجاح وطريق الوصول إليه، فأشار عبد الله الشرهان إلى أن الإنسان الذي ينجح بموهبته يستطيع أن يستثمر هذا النجاح ويجعله مستداماً، أما إن كان من فعل الصدفة من الصعب أن يستمر، أو أن تستمر عوائده، وأكد أن الفرص حولنا لا تنتهي، وعن استمرارية الأعمال الكرتونية، وضح أنها تحتاج إلى اجتماع عناصر الإنتاج والرعاة ودعم القنوات التلفزيونية، مشيراً إلى أنه وغيره من المخرجين اعتمدوا على تجربة محمد سعيد حارب بعد إطلاقه مسلسل فريج ليخوضوا تجاربهم الإبداعية، حيث قدم مسلسل حمدون مع بداية الأزمة الاقتصادية التي صادفت عام 2009-2008، لافتاً إلى أن سبب ضخامة إنتاج مثل هذه الأعمال في أمريكا يعود إلى حجم السوق، الذي يعادل سوق الوطن العربي كاملاً. وقدم الشرهان أثناء الجلسة، لمحة عن إعادة إنتاج برنامج افتح يا سمسم الشهير والذي اشترى حقوقه مؤخراً ليعيده إلى الواجهة، مشيراً إلى اقتراب العمل من الانتهاء، حيث يتوقع أن يرى النور في شهر سبتمبر المقبل، كما عرض جزءاً من هذا البرنامج بحلته الجديدة. و أورد أخيراً حقيقة مهمة، بناء على أحد الأبحاث التي أقيمت مؤخراً في منطقة الخليج العربي على حوالي 2000 عائلة خليجية، بينت النتائج أن التلفزيون مازال يتصدر نسب المشاهدة لدى الأطفال، ما يدحض نظريات تفوق الأجهزة اللوحية الحديثة على التلفزيون بالنسبة للأطفال. سلطان بن أحمد القاسمي: المجلس يحظى باهتمام المسؤولين والجمهور حرص الشيخ سلطان بن أحمد على تقديم الشكر للمشاركين في المجلس الرمضاني، من الوزراء والمسؤولين والشخصيات الإماراتية والعربية، الذين ساهم حضورهم في زيادة التفاعل مع الجلسات، إلى جانب عشرات الضيوف، من الإعلاميين والفنانين والمثقفين والرياضيين، والجمهور الذي ظل يتردد على الجلسات بصورة متكررة، رغبة في متابعتها جميعاً، كما ثمن دور الرعاة من المؤسسات والشركات، وجهود فريق عمل مركز الشارقة الإعلامي، في إنجاح المجلس. وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: أصبح المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي من أبرز الفعاليات التي تحظى باهتمام المسؤولين والجمهور، نظراً لغنى مضامين الجلسات وتنوعها، بحيث تناولت العمل الحكومي، وقضايا الثقافة والفن والرياضة والدين والإعلام، واحترامها لوجهات النظر المختلفة، ونتمنى أن يكون مجلسنا أسهم في ترسيخ مبدأ الحوار، بين كافة الفئات والآراء التي يتكون منها المجتمع.