شن رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين اليوم الثلاثاء هجوما عنيفا على الحكومة الإريترية، قائلا إن بلاده "لن تسكت على تجاوزات أسمرا بعد اليوم، ولن تسمح لها بزعزعة استقرارها". وقال ديسالين الذي كان يتحدث أمام جلسة خاصة للبرلمان الإثيوبي بشأن الموازنة في العاصمة أديس أبابا، إن حكومته ستتخذ الإجراءات المناسبة للحد من تجاوزات الحكومة الإريترية وسعيها لزعزعة أمن واستقرار إثيوبيا، بحسب تعبيره. وأضاف أنه "من الخطأ أن تبقى الحكومة الإثيوبية متفرجة على تجاوزات إريتريا ضد بلاده، وعلى ما يعانيه الشعب الإريتري في ظل حكومة أسمرا". ولم يرد في الخبر الذي بثته وكالة أنباء الأناضول أية تفاصيل عما يعنيه رئيس الوزراء الإثيوبي بتجاوزات الحكومة الإريترية أو طبيعة الإجراءات التي هدد باتخاذها. كما اتهم ديسالين إريتريا بالضلوعفي أعمال استفزازية ضد كل من إثيوبيا وجيبوتي. وأشار إلى أن "المجتمع الدولي يعمل بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الحكومة الإريترية ضد شعبها". وكان البلدان خاضا حربا على الحدود في مايو/أيار 1998، انتهت باتفاق على وقف إطلاق النار جرى التوصل إليه في يونيو/حزيران 2000، بعد أن حققت القوات الإثيوبية سلسلة من الانتصارات الحاسمة توغلت أثناءها داخل الأراضي الإريترية. وعكست اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي في الجزائر هذه المكاسب، إذ تقع المنطقة العازلة التي ينتشر فيها مراقبو الأمم المتحدة داخل الأراضي الإريترية على طول الحدود بين البلدين. تجدر الإشارة إلى أن إريتريا كانت جزءا من إثيوبيا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في مطلع خمسينيات القرن الماضي. غير أن الإريتريين خاضوا حربا طويلة لنيل الاستقلال بدءاً من سبتمبر/أيلول 1961، دامت زهاء الثلاثين عاما، وتمكنوا من تحقيق مرادهم في مايو/أيار 1991.