تستخدم أعواد السواك التي هي الحصاد الثمين لأشجار الأراك لدى الكثير من المجتمعات في مناطق مختلفة من العالم في تنظيف الأسنان، وقد ارتفع الطلب في الآونة الأخيرة على السواك خاصة بعد زيادة ثقافة استخدامه وفوائده، فبالإضافة إلى أنه مطهرة للفم ومرضاة للرب وسنة حث النبي صلى الله عليه وسلم على المواظبة على استخدامه، فقد أوضحت بعض الأبحاث أن خلاصة أعواد الأراك تحتوي على مواد مضادة للبكتيريا فتعمل على إبطال عملية النمو التي تقوم بها هذه البكتيريا في الظروف الملائمة لذلك كما أنها تحوي مواد مضادة للالتهابات فتعمل على تقليل درجة الالتهابات اللثوية والمحافظة على الأسنان وصحة اللثة بشكل عام. ارتفاع الأسعار في البداية التقينا مع محمد مصطفى – بائع مساويك في الرياض – وقال: بأنه يعمل في مجال بيع المساويك منذ أكثر من سنتين ويقول بأنها كانت تدر عليه دخلاً جيداً في السابق، وأضاف بأن الأرباح قد قلت في الفترة الأخيرة لارتفاع أسعار السواك وقلة توفره في سوق الجملة، ويقول بأنه كان في السابق يشتري 50 ربطة ب 250 ريالاً وأما الآن فقد وصل سعرها إلى 700 ريال وأحياناً إلى 800 ريال، وأحياناً يصل النوع الجيد منها إلى 1000 ريال وربما أكثر من ذلك، وقال بأنه يبيع المسواك الواحد من 3 – 5 ريالات. نوع جيد والتقينا مع أبوعبده الذي كان يعمل تاجر جملة مساويك وقال بأن النوع الجيد من أعواد السواك يتم تمييزه من خلال طعمه فإن كان حاراً وله مذاق حار مثل مذاق الفجل فإنه يعتبر من النوع الجيد، وشدد على أهمية المحافظة على تهوية السواك وألا تكون التهوية مفرطة حتى لا يحدث له جفاف. غش في المساويك وأوضح أن السواك قد تعرض للغش، فبعض المساويك جودتها قليلة ويكون في قشرته مذاق غريب كأن بها طعم تراب وذلك بسبب نقعه في الماء لمدة طويلة، وبين أن هناك من يقوم بإضافة نكهات إليه! وقال بأن بعض الباعة يضعه في برميل ويقوم بغمره بالماء ويضع عليه كميات من الزنجبيل أو بعض المواد الحارة كالفلفل أو غيره ثم يقوم بعد ذلك بوضعه في الثلاجة ثم يقوم ببيعها على أنها جديدة. عمل شاق وقال بأن استخراج أعواد السواك يكون من أسفل الأشجار بعد أن تكمل الشجرة في حدود 3 أعوام وأضاف بأن استخراج السواك من الأشجار عمل شاق، وقال: إن من الأفضل عند استخراج أعواد السواك أخذها من جذور الأشجار وتجنب أخذها وقطعها من الفروع أو من السيقان لأنها تكون جودتها أقل بسبب تعرضها لحرارة الشمس والهواء، وبين أنه يتم تمييز الجذور عن غيرها من أجزاء شجرة الأراك عن طريق القيام بمضغ جزء من السواك فإن وجد فيه عصارة كثيرة وطعم حراق وإلا فإنه ليس من الجذور أو أنه قد تم تخزينه وبالتالي تقل جودته. وأضاف أنه سبق أن قام باستخراج أعواد السواك وهي عملية متعبة للغاية وبالإضافة إلى مشقة استخراجها فإنه يتواجد تحت تلك الأشجار الكثير من الثعابين السامة كما أن استخراجها يحتاج إلى عناية خاصة جداً حتى لا تتأثر تلك الأعواد بالخدش أو الكسر أو غيره فتتأثر جودتها وتميزها. وأوضح أنه يمكن حفظ السواك الجديد الأخضر وذلك عن طريق حفظه عن طريق تجميده في "الفريزر" ويتم لفه في مجموعات كل مجموعة في حدود 5 أعواد ويتم لفها في قصدير وتوضع داخل كيس ويحكم جيداً ويتم إخراج ما يتم الاحتياج إلى استعماله وقال بأن أعواد السواك في هذه الحالة من الممكن أن تبقى صالحة للاستعمال لمدة سنتين أو أكثر حسب درجة تجميدها وطريقة حفظها. فاكهة لذيذة وقال: خلال فترة الصيف من كل عام تبدأ شجرة الأراك في إنتاج ثماراً تسمى "الكباث" مضيفاً أن لونها مختلف وكذلك طعمها وهي تكون على شكل عناقيد متساوية في الحجم وقال بأنها تعتبر فاكهة صيفية ولها نكهة خاصة وهي ثمرة طيبة وصالحة للأكل، وأكد على فوائدها في علاج بعض الأمراض. وأضاف بأنه ومع مرور الزمن تلاشت – مع الأسف الشديد – أهمية جمع "الكباث" شيئاً فشيئاً حتى أن البعض يمر عليه موسم "الكباث" وهو موسم قصير لا يتجاوز 20 يوماً في الغالب وممكن أقل من ذلك وهو لا يدري عنه شيئاً. ظاهرة خطيرة وقال بأن الاهتمام بشجرة الأراك قل وهناك ظاهرة خطيرة انتشرت مع الأسف الشديد تسببت في إزالة مساحات كبيرة من أشجار الأراك وهي قيام بعض العمالة وخصوصاً العمالة المخالفة بقلع الأشجار بالشاحنات ثم تقليب الأرض واستخراج أعواد الأراك مما يتسبب في موت تلك الأشجار مما يتسبب في القضاء عليها. زيادة طلب ويقول هلال محمد – مندوب مبيعات زراعية – بأنه يعمل في مجال الزراعة منذ 30 عاماً مشيراً إلى أن الطلب على زراعة شجرة الأراك بدأ في الازدياد مؤخراً، مؤكداً بأنه مربح اقتصادياً، وقال: إن زراعتها تحتاج إلى تربة رملية وخالية من الأحجار، مضيفاً أن شجرة الأراك اقتصادية في استهلاك المياه ولها قدرة كبيرة على تحمل ملوحة المياه مؤكداً على أهمية العناية بزراعتها والاهتمام بها بعد شتلها وتسميدها وتقليب التربة مشيراً إلى أن إنباتها يعتمد على درجة العناية بها، مبيناً أن أسعار شتلات الأراك يتراوح بين 10 – 25 ريالاً وذلك حسب حجم الشتلة. شجرة الأراك ويؤكد محمد بن ناصر الخالدي – متخصص في المجال الزراعي – أن الأراك يعتبر أفضل الأشجار التي يتخذ منها السواك مشيراً إلى أن السواك يؤخذ كذلك من شجر الإسحل والبشام والضرو، وأضاف أن الأراك يتبع العائلة الراكية salvadoraceae جنس salvadora ويحتوي على أربعة أنواع موزعة في المناطق الأكثر جفافاً ونطاق انتشاره واسع، وبين أنها شجيرة دائمة الخضرة ويتراوح ارتفاعها بين 1- 4 أمتار وقد يزيد عن ذلك موضحاً أن كل مجموعة من الأشجار تشكل مجموعة شجرية متكتلة كبيرة ومتشابكة الأجزاء ويصل عرضها إلى خمسة أمتار. وأضاف أن الفروع لونها يميل إلى البياض ومع تقدم العمر تصبح خشنة الملمس رمادية اللون والثمرة نووية لبية أحادية البذرة لونها أبيض وإذا نضجت تصبح حمراء وطعمها لاذع. وأكد أن نمو هذا النبات يجود في التربة الرملية السلتية العميقة أو متوسطة العمق وهو متوسط المقاومة للملوحة أي أنه ينمو جيداً في الأراضي قليلة الملوحة والتربة الرطبة أو التي تتلقى كميات إضافية من مياه الجريان السطحي. دخلاء المهنة يضعون السواك في الماء مع الزنجبيل والفلفل بطرق بدائية! وبين أن شجرة الأراك تحتاج أثناء نموها إلى جو دافئ ولا تتحمل الصقيع أو البرودة الشديدة لفترات طويلة، وأوضح أنه ينمو طبيعياً في المملكة في المناطق السهلية والأودية. زراعة الأراك وأوضح أن الأراك يزرع بواسطة العقل الساقية وهي تؤخذ من أفرع مسنة يزيد عمرها على عام ، وشدد على أن تكون الأفرع سليمة وليس بها إصابات حشرية أو مرضية، وبين أنه يفضل أخذ العقل الساقية خلال أشهر أبريل وحتى مايو. وأشار إلى إمكانية الزراعة بواسطة البذور حيث يزهر بزهور صفراء صغيرة ويثمر في الصيف وتظهر له عناقيد كعناقيد العنب وثمره أحمر حيث تنشر البذور حتى تجف ويتشقق لب الثمرة ويستخرج منها البذور. وبين أن نبات الأراك يحتاج منذ بداية زراعته إلى رطوبة ثم تباعد فترات الري عن بعضها كلما تقدم النبات بالعمر مشددا على أهمية إجراء عملية تقسية لنبات الأراك قبل زراعته في الأرض المستديمة بعدم ريه لمدة 10 أيام تقريباً قبل نقله. تركيب السواك الكيميائي ويقول د. وحيد بن مرزوق الخميس – طبيب أسنان ومدير إدارة الصحة المدرسية في منطقة الرياض - أن السواك له رائحة دائمة خاصة وطعم حراق ويعرف بأنه عود من أعواد شجرة الأراك، وأوضح أنه مركب كيميائياً من مادة (حمض التنيك) ذات التأثير المضاد للتعفنات والتأثير التطهيري للفم واللثة إضافة إلى مادة السيلفايوريا التي لها القدرة على مقاومة الأحماض البكتيرية المسببة للنخر وكذلك (تراي مثيلمين) الذي يساعد في نمو اللثة السليمة والتئام جروحها. وأضاف أن ألياف السواك تحوي بيكربونات الصوديوم التي تدخل في تكوين معجون الأسنان (صناعياً)، كما أنه يحوي نسبة عالية من الكلوريد والفلوريد والسيليكا وكبريت وفيتامين ج وكميات قليلة من التانين والفلافونيد وكذلك السيتوستيرول والتي بإمكانها تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة. وأوضح أن بعض الدراسات قد ذكرت احتواء السواك على مواد من مضادات الأورام. علاج وقائي وأضاف بأن من الفوائد الطبية في السواك أنه علاج وقائي لتسوس أسنان الأطفال لاحتوائه مادة الفلورايد ويزيل الصبغ لاحتوائه مادة الكلور كما أنه يبيض الأسنان لاحتوائه مادة السليكا ويحميها من البكتيريا المسببة للتسوس لاحتوائه مادة الكبريت والمادة القلوية. وبين أنه علاج ممتاز في مقاومة التهابات اللثة كما يفيد في التئام الجروح وشقوق اللثة ويساعد على نموها نمواً سليماً كما أنه يحتوي على فيتامين ج. وأوضح أنه من أفضل العلاجات لترك التدخين، كما أن السواك من مخفضات التوتر والضغوطات النفسية من خلال الضغط عليه والعضعضة على شعيراته. تعليمات الاستخدام وأوضح أن من النقاط المهمة عند استخدام السواك قص الشعيرات المستهلكة قبل الاستخدام، وغسل السواك جيداً قبل الاستخدام وتجنب وضعه في الجيب مكشوفاً ومعرضاً لتراكم الأوساخ. وأشار إلى وجوب عدم الضغط الشديد على الأسنان خصوصاً بالسواك الجاف لما يسببه من نحت للأسنان وإيذاء للثة مما يؤدي إلى انحسار اللثة عن أسطح الأسنان والإصابة بحساسية الأسنان المفرطة. وشدد على وجوب اعتباره وسيلة فعالة في التنظيف والوقاية وعدم استخدامه كعلاج بديل لتسوس الأسنان وأمراض اللثة حتى مع فوائده المثبتة في ذلك. وأكد على وجوب زيارة طبيب الأسنان في حال وجود تجاويف في الأسنان أو التهاب في اللثة لإزالة التسوس وحشو الأسنان وتنظيفها، مبيناً أن السواك وحتى فرشاة الأسنان لا ينفعان في القضاء على هذه الأمراض في هذه المرحلة.