×
محافظة المنطقة الشرقية

وكيل وزارة التنمية الاجتماعية تزور المجلس الرمضاني لمركزي الرفاع وعبدالله بن يوسف فخرو الاجتماعيين

صورة الخبر

ليس مَن غدا، راح بما يرجو، ولا كل مَن يذهب للدراسة في الخارج رجع إلى الوطن حاملا بين يديه شهادته وما أمّل أن يحققه، إذ إن هناك مَن يعود بـ«خفّي حنين» خالي الوفاض، من دون شهادة ولا علم، مكبداً نفسه وغيره عناء نفسياً ومادياً، بعد أن واجه واقعاً دراسياً ومستوى أكاديمياً لم يتمكن من مجابهته، إما لضعف في المستوى أو بسبب إهمال متعمد، فكانت النتيجة الفصل من البعثة والعودة إلى الوطن. التعثر الدراسي الذي يواجهه طلبتنا في الخارج، أزمة حذّر منها عدد من المسؤولين في الآونة الأخيرة بعد تزايدها، ويرى عدد من الطلبة الدارسين في الخارج ممن التقت بهم «الراي» أن من أهم أسباب التعثر الدراسي هو عدم تأقلم الطالب مع النمط الجديد في حياته الدراسية، لافتين إلى أن معاناة بعض الطلبة من هذه الصعوبة نظراً لما اعتادوا عليه من الاتكالية والتعليم التلقيني خلال حياتهم الدراسية في مرحلة الثانوية في الكويت، وأن المشكلة تزداد أكثر عندما نجد أن الطالب يهمل دراسته بسبب عدم القيام بمسؤولياته واللامبالاة بمستقبله الدراسي. محمد أحمد القلاف، طالب مبتعث في أستراليا، يرى أن الدراسة في الخارج تمثل نقلة نوعية كبيرة تتميز بالانفتاح والحرية والاستقلالية والاعتماد على النفس، فإذا لم يستطع الطالب مواجهة هذه النقلة وهذه المرحلة الجديدة، بلا شك، فإنه سيبدأ مشواره الدراسي بالتعثر. ويلفت القلاف إلى أن مشكلة التعثر الدراسي تبدأ عند ظهور نتائج البعثات وقبول الطالب في تخصص لا يرغب فيه أو لا يتناسب مع إمكانياته، ويضطر في هذه الحال إلى التسليم بالأمر الواقع حيث يضطر لدراسة تخصص مغصوب عليه، وهنا تكمن بداية المشكلة لدى أغلب الطلبة. ويضيف القلاف «تزداد نسبة التعثر الدراسي في ظل عدم معرفة الطالب باللوائح الجامعية ولوائح الابتعاث، مبيناً أن معرفة اللوائح أمر ضروري كي يتجنب الطالب الحصول على الإنذارات والحرمان، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على انخفاض معدله منذ بداية ابتعاثه هناك، كما تزداد مشكلة التعثر الدراسي لاسيّما مع ضعف الطالب الدراسي في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والإنجليزي وهي المواد التي دائماً ما تكون أساسية من أجل أن يجتاز مرحلة الدراسة التمهيدية». ويتابع «هنا أجد أن المسؤولية مشتركة بين الطالب والمرشدين التربويين في المكاتب الثقافية في دولة الابتعاث، فمثلاً إذا وجد الطالب أن هناك ضعفاً أو تعثراً في جانب ما فعليه التوجه إلى المرشد التربوي والتعرف على جوانب الضعف لتقويمها، إلا أننا لا نجد هذا الشيء من كلا الطرفين، ومن جانب آخر أجد أن وزارة التربية هي المسؤول الأول في إعداد الطالب أثناء فترة دراسته بالكويت وكذلك ضعف دور الأسرة في تهيئة ابنها للابتعاث ومواجهة التعليم بمفرده». ويشدد القلاف على أهمية محاولة تفهم الوضع الدراسي للطالب المتعثر، ولابد منذ البداية أن يحاول جاهداً التغلب على تعثره بالمثابرة والاجتهاد واختيار المقررات التي يستطيع تخطيها والالتزام بالدراسة وحضور المحاضرات، واللجوء إلى مرشد أكاديمي متخصص لتذليل العقبات التي قد تعترض طريقه. من جهته، يؤكد الطالب محمد أحمد العتيبي، مبتعث في أستراليا، أن التعثر الدراسي مشكلة رئيسية يعاني منها الطلبة الكويتيون في أستراليا بشكل كبير، مبيناً أن السبب الأهم في ذلك يرجع إلى أن أستراليا تعتبر وجهة جديدة للابتعاث بالنسبة للطلبة الكويتيين. أما الطالب مساعد السعيدي، مبتعث في أستراليا، فيشير إلى أن حجم مشكلة التعثر الدراسي يختلف من طالب إلى آخر، «قد نجد طلبة يواجهون مشاكل في اللغة الإنجليزية، إلا أن هذه المشكلة حلها بسيط، لكن هناك طلاب يواجهون مشاكل أكبر من هذه المشكلة كمشلكة مرض الـ(هوم سك) وهو مرض الاشتياق للوطن، وهي مشكلة لا يمكن تجاهلها لأنها تسبب للطالب إحباطا كبيرا». ويرى السعيدي أن أسباب التعثر الدراسي يتحملها الطالب نفسه والملحق الثقافي، «فبعض الطلبة يصدر منهم تقصير في التزامهم بالدوام والاجتهاد، في المقابل نجد أن هناك عدم تعاون فعّال بين الملحق والطالب، ودائماً ما يرسل المرشد الاكاديمي إنذارات لبعض الطلبة بسبب عدم التزامهم بالدوام دون أن يستفسر عن أحوالهم، وعلاوة على ذلك نجد أنه ليس من حق الطالب أن يتصل على المرشد ويبلغه بأسباب غيابه. بدوره، يؤكد فهد محسن العتيبي أن المرحلة التمهيدية تعتبر حاجزا كبيرا لدى طلبة أستراليا المستجدين، مشيراً إلى أن الملحق الثقافي كان قد تدخل اخيرا في مشاكل العديد من الطلبة بعد تعثر العديد منهم في المرحلة التمهيدية، ومما يعيق الطلبة أيضاً هو وجود تعارض في قوانين الجامعة مع الملحق الثقافي، حيث تعرقل الطالب في اختياراته وعدم وجود كورسات صيفية كافية، مما يعيقه في دراسة الفصل الصيفي في أستراليا، مبيناً أن الملحق الثقافي بحاجة إلى تفعيل تواصله مع الطلبة بصورة أفضل مما هي عليه الآن. من جانبه، يرى جمال جودة الشمري أن حجم مشكلة التعثر الدراسي يختلف من دولة إلى أخرى، فمثلاً حجم التعثر في أستراليا أكبر مما هو موجود في أميركا وبريطانيا، لأنها دولة جديدة في الابتعاث، وبالتالي يفتقد الطلبة المبتعثون إلى التوجيه ومعرفة خبرات من سبقوهم. ويضيف الشمري «تلعب الغربة دوراً مهماً في هذه المسألة، حيث يصعب على البعض التعايش في هذا البلد الجديد بالنسبة له، فمن الصعب أن تكون طيلة حياتك تعتمد في مأكلك ومشربك على الآخرين ولا تفكر بسكن، ثم ترى نفسك في غربه تعتمد فيها على نفسك وتواجه مشاكلك بنفسك بعكس حياتك الطبيعية في الكويت حيث تعتمد على أسرتك لحل مشاكلك بشكل كبير». ويبين الشمري أن الصحبة السيئة أيضاً تلعب دورا سلبيا في المستوى الدراسي للطالب، «يجب على الطالب أن يحسن اختيار أصدقائه ورفقاء دربه، فهم مَن سيساعدونه نحو تحقيق هدفه، بالمقابل الصحبة السيئة ستشغل الطالب عن دراسته وتقوده للهاوية، مما يترتب عليه تعثر دراسي ومن ثم ربما فصله من البعثة، وهنا تقع المسؤولية على عاتق المكتب الثقافي إذ من الواجب عليه متابعة الطالب أولا بأول والتأكد من التزامه بحضوره في الجامعه وأدائه الأكاديمي وحل أي مشكلة من الممكن أن تعيق دراسته». ويشدد الشمري على أهمية أن يواظب على الحضور والتزامهم بدراستهم لانهم ابتعثوا لهدف وهو تحقيق الشهادة، وفي حال تعثرهم أو حصول أي مشكلة لهم فهناك عدة جهات يستطيع أن يلجأوا إليها لحل مشاكلهم مثل المكتب الثقافي أو اتحاد الطلبة، فهم وجدوا من أجل خدمة الطالب وحل مشاكله، فعلى أي طالب ألا يتردد في مخاطبة هذه الجهات في سبيل حل مشاكله واستمرار دراسته بشكل طبيعي. بدوره، يؤكد صالح الحسن، طالب في المملكة المتحدة، أن مشكلة التعثر الدراسي بين الطلبة الدارسين في الخارج ازدادت تدريجياً في الآونة الأخيرة، حيث يعاني «معظم الطلبة من مصاعب في تحصيلهم العلمي»، مبيناً أن هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة، منها أسباب شخصية تتعلق بالطالب نفسه، والتي تتمثل في عدم قدرته على التأقلم مع نمط الحياة في الخارج، كعدم قدرته على إدارة الوقت والتنسيق بين الدراسة داخل أسوار الجامعة وممارسة باقي نشاطاته وقضاء حوائجه اليومية، وهذا مما لم يعتد عليه الطالب الكويتي قبل ابتعاثه، وبلا شك ليس من السهل الانفكاك عن مثل هذه العادات! وعلاوة على ذلك، كما يقول الحسن، «نجد أن الطالب المبتعث قد يفتقد أحياناً إلى الحافز الدراسي الأمر الذي يزيد من اللامبالاة لديه ويؤدي إلى تراكم كمية المواد الواجب دراستها قبل فترة الاختبارات مما يؤدي إلى درجات منخفضة». ويتابع «لا شك أن تعثر الطالب دراسياً في الخارج يكلف الدولة الكثير، لذلك يجب على «التعليم العالي» وضع لوائح صريحة لردع التخاذل وتجنب التعثر الدراسي، مثلاً من خلال صرف مكافأة للمتميزين وكذلك الناجحين، ولا يشترط بالمكافأة أن تكون مادية دائماً، ربما لو كانت معنوية لكانت كافية، من خلال وضع أسماء الفائقين في الصحف أو تكريمهم من قبل الوزير بشهادات تفوق». «التعليم العالي»: التعثّر ليس مشكلة كبيرة أشار مدير إدارة البعثات في وزارة التعليم العالي محمد المعتوق إلى أن التعثر لا ينظر له كمشكلة كبيرة، مبيناً أن التعثر مختلف ولكل تعثر أسباب معينة، فهناك طالب تعثر وفصل من البعثة، أو تعثر نتيجة حصوله على الإنذارات بسبب التسرب أو الانسحاب من البعثة بعد فترة اللغة، وهناك تعثر بعد فترة السنة الدراسية الأولى التي يلتحق بها الطالب، وعندما يستشعر أن فترة السنة الثانية فيها صعوبة، يعود إلى البلاد ويلتحق بالجامعات الموجودة، وهي أكثر فترة تحدث فيها انسحابات من قبل الطلبة، وعادة يأتي ذلك نتيجة عدم حصول الطالب على معدل يؤهله للدخول للتخصص الذي يريده. وأضاف «هناك تعثر يأتي بسبب التحاق الطلبة بنسب متدنية لتخصصات علمية، لاسيما وأن هناك جامعات تشترط نسبا محددة للمواد العلمية، فيظل الطالب في فترة ما بعد اللغة لا تقبله الجامعة، وهناك مَن يلتحق بالتخصص العلمي نفسه ثم يتحصل على إنذارات وهذه فئة قليلة، وفي المقابل لدينا طلبة متفوقون في جامعات متميزة ومنهم يلتحق ليكمل دراسة درجة الماجستير فور انتهائه من دراسة البكالوريوس». وفاء الخرجي: الغياب وضعف الإنكليزية أهم الأسباب في إجابة مقتضبة حول موضوع التعثر الدراسي لدى طلبتنا في المملكة المتحدة، أوضحت الملحق الثقافي الكويتي في لندن وفاء الخرجي أن الغياب وعدم الانتظام بالحضور، بالإضافة إلى ضعف اللغة الإنكليزية تمثل أهم أسباب التعثر الدراسي لدى الطلبة، لافتة في الوقت عينه أن التعثر لا يوجد بصورة كبيرة، مبينة أن المكتب الثقافي يتعامل مع مثل هذه الحالات بإحالتها لوزارة التعليم العالي للبت فيها. مساعد السعيدي: مرض الـ«هوم سك» من أبرز عوامل التعثر نظراً لتعلق الطالب بوطنه محمد العتيبي: المشكلة يعاني منها الطلبة الكويتيون في أستراليا بشكل كبير