أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن الإسلام دين محبة وتآلف يقرب بين الشعوب ولا يفرقها والمساجد أماكن للعبادة ومنابرها منطلقات للوعظ والإرشاد والتفقه في الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن بعض المنابر اليوم انحرفت للأسف عن مسارها الديني والإرشادي والوسطي لتتجه لدعوات التفرقة والشقاق، لافتاً سموه إلى أن الأمة الإسلامية تمتلك كل مقومات الوحدة والترابط، وشعوبها تشترك في التاريخ والروابط المشتركة، ولديها قيادات تعمل لصالحها ووفرت لها من الخدمات وحققت لها من المنجزات والمكتسبات ما لم يتحقق في كثير من الدول. جاء ذلك لدى زيارة سمو رئيس الوزراء، مساء أمس (الاثنين)، مجلس الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة، وتبادل سموه مع الحضور الأحاديث في الشأن الوطني والدولي. وأكد سمو رئيس الوزراء، خلال اللقاء، أن مجلس التعاون يمثل كياناً راسخاً تعيش شعوبه في وضع حياتي ومعيشي وأمن واستقرار تتطلع إليه العديد من الدول، والشعوب الحقيقية دائمة التطلع لأكبر مما تحقق على صعيد العملة الموحدة والبنك المركزي الخليجي الذي يؤسس لاتحاد خليجي ثابت البنيان يحمي المنجزات التي تحققت وخاصة أن دول المجلس مستهدفة ومحاطة بإقليم غير مستقر، مشيراً سموه إلى أن ما تمر به المنطقة من تحديات يؤكد أهمية بذل مزيد من الجهود لتعزيز العمل الخليجي المشترك من أجل الحفاظ على ما تحقق لدولنا وشعوبنا من منجزات في مختلف مناحي الحياة، فقوتنا في توحدنا. إلى ذلك، أكد سموه أن البحرين استطاعت أن تقطع أشواطاً كبيرة على طريق التنمية والازدهار ولم تؤثر أية تحديات في عزيمة أبنائها على الارتقاء بوطنهم وفق أسس مدروسة تضمن لعملية التنمية الديمومة والاستمرار، لافتاً سموه إلى أن أهم ما يميز البحرين عبر تاريخها الطويل هو تماسك أبناء شعبها وصلابتهم في مواجهة مختلف الظروف والتحديات، وتوحدهم خلف راية الوطن حين تزداد قوة الملمات، فالبحرين كانت وستظل موئلاً للتعايش والتسامح بين الجميع، وحيا سموه الدور المشهود للصحافة الوطنية وكتاب الأعمدة، كما نوه سموه بدور السلطة التشريعية في الإنجاز الوطني باعتباره قائماً على شراكة الجميع. وأكد سمو رئيس الوزراء أن تحقيق ما نرجوه للوطن وأهله من خير هو الغاية التي نعمل من أجلها، ولدينا يقين أكيد بأننا نسير في المسار الصحيح للوصول إلى مستقبل أكثر إشراقاً للوطن ينعم في خيراته جميع المواطنين. وشدد سموه على أن التمسك بالوحدة الوطنية والعض عليها بالنواجذ في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها دول المنطقة، هو السياج الذي يصون الوطن في مواجهة مخططات آثمة تريد النيل من أمنه واستقراره وسلامة نسيجه الاجتماعي. وقال سموه: «إن عمليات الإرهاب لم ولن تستطيع أن تؤثر في وحدة المجتمع البحريني وتكاتف أبنائه الذين نشأوا على محبة الوطن والتضحية في سبيله أمام كل غادر أو طامع». وحث سمو رئيس الوزراء على ضرورة الاستفادة من الأجواء الروحانية والإيمانية لشهر رمضان المبارك في الزيارات وتعميق التواصل والتقارب، وتلك سمة أصيلة تعبر عن عراقة أبناء الشعب البحريني، منوهاً سموه بما تمثله المجالس الرمضانية من فرصة للتلاقي وتبادل الأحاديث تجاه كل ما يتعلق بالوطن والمواطن. من جانبه، توجه الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة بالشكر والتقدير إلى سمو رئيس الوزراء على زيارته التي تجسد ما يوليه سموه من حرص على تعزيز التواصل والتقارب بين المواطنين، منوهاً بالدور الذي يقوم به سموه في تنمية الوطن من خلال ما يتمتع به سموه من رؤية حكيمة وحنكة سياسية.