كشفت مصادر محلية بمحافظة الحديدة لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر من جماعة الحوثي المسلحة في مديرية الخوخة، جنوب مدينة الحديدة، اعترضوا أكثر من ثلاثين قاطرة محملة بمواد غذائية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي دون وجه حق، والمسلحون الحوثيون يريدون نهبها تحت اسم «مساعدات» لهم، والمفترض أن تصل هذه المساعدات للنازحين والأسر الفقيرة والمتضررة جراء الأحداث التي يشهدها اليمن والاقتتال في المدن والمحافظات اليمنية الذي تقوده جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية لها من جماعة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح». وتستمر جماعة الحوثي المسلحة في عمليات ملاحقة واعتقال المناوئين لهم من الناشطين والسياسيين والإعلاميين ورجال الدين ومن تشتبه بانتمائهم للمقاومة الشعبية في أي مدينة أو محافظة من المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها من محافظة الحديدة إلى محافظتي إب والبيضاء.. وغيرها من المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها؛ الأمر الذي جعل بالمقابل المقاومة الشعبية بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، تكثف عمليات استهدافها للمسلحين الحوثيين والمتحوثين الموالين لهم، واستهداف إما تجمعات لهم أو مراكز أو دوريات عسكرية، بالإضافة إلى اختطاف الكثير وآخرها اختطاف، أول من أمس، أبو سعد سمير المقطري من مقر عمله بشارع شمسان من أمام مسجد شمسان بمدينة الحديدة عندما كان في محل رزقه للصوتيات وذلك بعد ثلاثة أشهر من اختطاف صاحب العمل الذي يعمل عنده حلمي العريقي. وقال شهود عيان من مدينة باجل بالحديدة لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحين مجهولين أطلقوا وابلا من الأعيرة النارية على منزل المحامي عبد الكريم الحفاشي، في مدينة باجل القديمة، وهذا الأخير من الموالين للمسلحين الحوثيين، وهو ضمن من شملتهم التهديدات من قبل مسلحي المقاومة بأن جميع المتعاونين مع الحوثيين والفاسدين سيكونون أهدافا للمقاومة». وأضاف شهود العيان: «قتل أكثر من 7 مسلحين حوثيين، مساء الأحد، أمام فندق الاتحاد في منطقة (كيلو سبعة) شرق مدينة الحديدة، وجرح عدد آخر أثناء مهاجمة مسلحين مجهولين تجمعا لهم بالرصاص الحي والقنابل اليدوية، والمقاومة التهامية هي من تبنت العملية». وأكد مقرب من المقاومة التهامية الشعبية لـ«الشرق الأوسط»: «هاجم مسلحون نقطة تابعة للمسلحين الحوثيين بمنطقة المحرق بخيران، المحاذية لمديرة الزهرة شمال مدينة الحديدة، وأطلقوا عليهم الأعيرة النارية ما سفر عن مقتل ثلاثة مسلحين حوثيين وإصابة أربعة آخرين». ويقول مراقبون لـ«الشرق الأوسط» إن «التخبط الذي تعيشه جماعة الحوثي المسلحة سببه ارتفاع عدد القتلى والجرحى في صفوفهم وتكبيدهم الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح جراء استهدافهم من قبل المسلحين المجهولين ومسلحي المقاومة الشعبية التهامية، وقد ارتفعت وتيرة العمليات بشكل كبير في شهر رمضان الكريم، وقد تحولت العمليات أيضا إلى أن يتم استهداف المسلحين الحوثيين والموالين لهم بالرصاص الحي في تهامة، بعدما كان أيضا يتم استهدافهم بالقنابل وصواريخ (لو)، مما يشير إلى أن أهداف مسلحي لمقاومة مدروسة بشكل جيد، خاصة دون أن يلحق بهم أي ضرر بعد تنفيذهم عملياتهم». في موضوع آخر وفي السياق نفسه، شهدت الجبهة الشمالية الغربية بمحافظة مأرب، وسط البلاد، اشتباكات بين المقاومة الشعبية مسندة من الجيش الشرعي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والمسلحين الحوثيين والموالين لهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وسط أنباء عن إحراز مسلحي المقاومة تقدما ملحوظا في الجبهة. وقال شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» إن «الاشتباكات شهدت تبادلا للقصف المدفعي بين الطرفين بجبهات الجدعان في مناطق ماس وصلب باتجاه مفرق الجوف، ومجزر شمال مأرب، وهذه الاشتباكات مستمرة، ولكن متقطعة على مدار الأيام الماضية بين المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين وقوات صالح». وأصاف الشهود: «دارت اشتباكات أخرى بين المسلحين الحوثيين ومسلحي المقاومة الشعبية في جبهة صرواح، وتبة المصاربة، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، والمقاومة كبدت المسلحين الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسقط قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين، كما شهدت الجفينة، غرب مأرب، اشتباكات متقطعة منذ مساء الأحد حتى صباح الاثنين، وهناك أنباء عن سقوط أكثر من 10 مسلحين حوثيين بتلك المواجهات، اثنان في جبهة المخدرة، و8 بجبهة الجفينة غرب مأرب». وكان محافظة مأرب قد قال خلال مقابلة تلفزيونية له مع قناة «شباب يمن» إن «الحوثي هو من يوقف المصالح العامة سواء النفطية أو الكهرباء بسبب القصف والاشتباكات وتجنيد عناصره لذلك، والمشتقات النفطية مستمرة بالتدفق إلى مختلف المحافظات اليمنية منذ 30 سنة وستستمر بالتدفق لأنها ملك الشعب اليمني، وأحمل الحوثيين مسؤولية توقف الكهرباء بسبب القصف، واعتراض إصلاحها». واتهم المحافظ جماعة الحوثي المسلحة بعرقلة كل المبادرات والمساعي لإصلاح خطوط نقل التيار الكهرباء.. «الحوثيون يعرقلون كل المبادرات والمساعي لإصلاح خطوط نقل التيار الكهربائي، وهم من دمروا الدولة لأنهم يهدفون إلى مسخ الشعب وهويته وتاريخه، وعلى أبناء اليمن أن يقفوا بمسؤولية تجاه تغرير الحوثي بأبنائهم وزجهم بالحروب المدمرة». وكشف السياسي اليمني الشيخ سلطان العرادة عن قوة عسكرية يجري تشكيلها بمنطقة العبر الحدودية بإدارة رئاسة الأركان مهمتها بناء الجيش لاستعادة الدولة المختطفة، وجعلها لا تدين بالولاء إلا للوطن، و«المقاومة تقدم صمودا أسطوريا، والشرعية والمقاومة ستظل صامدة بإذن الله، فقد أعدت نفسها بوقت مبكر، والحوثي لديه مقدرات دولة بعد أن سيطر على مخازن الجيش»، داعيا الشعب اليمني إلى «الوقوف في وجه الأفكار الضالة التي تحمل السلاح في وجه الدولة، التي دمرت ما تبقى من الدولة الهشة وجنت على الشعب اليمني». وفي محافظة ذمار، حولت جماعة الحوثي المسلحة دارين للقرآن الكريم إلى ثكنات عسكرية لمسلحيها منذ احتلالها المحافظة منذ 5 أشهر، وقالت مصادر محلية بمدينة ذمار لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثي المسلحة حولت دارين للقرآن في مديريتي جبل الشرق وضوران، إلى ثكنات عسكرية لمسلحيها، ودار القرآن الكريم والعلوم الشرعية بمدينة جبل الشرق أصبحت ثكنة للمسلحين الحوثيين الذين يتحشدون فيها من مناطق مختلفة، ويتم تعبئتهم والدفع بهم إلى جبهات الحرب في عدة محافظات».