تارة يشعّ بإشراقة لا مثيل لها، وطوراً يضمحلّ نوره ليتّشح بالغموض، قد يوحي بالملمس الناعم حيناً وبالقساوة أحياناً، يتوهّج بلونه الأخضر من جهة ويصبح شاحباً من جهة أخرى؛ إنه الفيتيفر، هذه النبتة التي لا تنفكّ تتحوّل من شكل إلى آخر. أما خلاصتها "العمودية" المطبّعة برائحة الخشب فلا تكتفي بوجه واحد، بل تخفي وجوهاً متباينة تتدافع لتبرز بوضوح ولتعبّر عن نفسها ابتداءً من النفحات العلوية، مروراً بقلب العطر، ووصولاً إلى أساس العطر، أو حريّ بنا القول من الرأس إلى الجذور. وتجتمع هذه الوجوه كلها في عطر واحد قائم بحد ذاته. وكان من البديهي فقط بالنسبة إلى فرانسيس كركدجيان، صانع العطور، أن يختار خلاصة الفيتيفر دون سواها لكي يرسّخ في الذاكرة صورة الفساتين الطويلة الهادلة على القدود الهيفاء، التي تدبّ فيها الحياة بفضل اللمسات الأنيقة التي يتركها إيلي صعب عليها. وما أفضل من مجموعة الروائح هذه التي تنصهر في خلاصة واحدة ثمينة لتعكس تدرّجات الألوان الخجولة التي يشتهر بها المصمّم العالمي. يمزج عطر ESSENCE N°6 VETIVER بين أرقى نوعَين من الفيتيفر، هذا المكوّن القوي والمركّب؛ الأول هو الفيتيفر الهايتي الذي ينضح نعومة وحناناً والثاني هو الفيتيفر الجاوي الأكثر جفافاً وشحوباً. وأراد صانع العطور تجسيد هذه النفحات الخشبية الخلابة، فاستمد إلهامه من نبات الفوجير، وهي عائلة عطرية امتازت بأناقتها على مر الزمان. وعلى غرار القصّات المتقنة التي تنساب على الأقمشة، هكذا تضفي خلاصة هذه النبتة الكلاسيكية بنية مميزة إلى المكوّنات المترفة التي اختارها صانع العطور. تكشف جرعة وافرة من البرجموت الكالابري عن وجه الجريبفروت الموجود بشكل طبيعي في الفيتيفر. وسرعان ما ينتقل تأثيرها المنعش إلى قلب العطر من خلال الطرخون العطري والخزامى. وتأتي نفحات الجيرانيوم الممزوجة بالبنفسج الهادئ لتزيّن هذه الروائح كلها، حتى تكاد ترسم لوحة مطرّزة بأجمل الأزهار. ومع تطوّره، يتّخذ عطر ESSENCE N°6 VETIVER وجوهاً تميل إلى الغموض والسحر... وما إن يساهم القرنفل في تأجيج الفتيفر العابق بروائح أوراق البردى والكشمير الخشبية، حتى يخلّف الفتيفر في أعقابه أثراً شاحباً متقناً، لا تزول بصمته بسهولة... إنها أسمى أشكال التحوّلات الراقية التي تجسّد عطراً يعكس الأطياف الآسرة التي تتهادى على منصات عروض المصمّم العالمي إيلي صعب.