كونا- الكويت: قال اختصاصي أول سكر في مستشفى الأميري الدكتور طلال حسين عاشور أن دولة الكويت تُصنَّف في المرتبة السادسة عالمياً في معدل الإصابة بمرض السكر، حسب منظمة السكر العالمية آي.دي.إف، حيث يعاني ربع سكان الكويت تقريباً من هذا المرض ومضاعفاته. وأضاف عاشور في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم بمناسبة اليوم العالمي للسكر الذي يصادف 14 نوفمبر من كل عام أن وزارة الصحة تسعى جاهدة للحدِّ من مرض السكر، والحدِّ من مضاعفاته عن طريق توعية الناس والمرضى المصابين به، وعمل برامج توعوية وتوزيع منشورات خاصة بعدم إهمال هذا المرض؛ لخطورته الكبيرة على الصحة. وذكر أن هناك العديد من الأنواع لمرض السكر، والأنواع المتعارف عليها هي النوع الأول والنوع الثاني وسكر الحمل، مبيناً أن النوع الثاني من السكر هو أكثر نوع دارج، حيث تصل نسبته إلى 95 بالمائة من إجمالي المصابين. وأوضح عاشور أن النوع الثاني من السكر يكون سببه الرئيس هو السمنة والعادات الغذائية السيئة، أما النوع الأول فسببه يكون خللاً في الجهاز المناعي الذي يفرز أجساماً مضادة تدمر الخلايا الخاصة بالسكر، وبالتالي تعيق عمل الأنسولين، وتسبب اضطرابات في مستويات السكر لدى المصاب. وتابع بالقول: إن هذا الخلل أسبابه غير واضحة، وممكن أن تكون الرضاعة غير الطبيعية في الصغر أو الإصابة بالفيروسات من أحد الأسباب، أما سكر الحمل فأسبابه غير محددة إلا أن السبب الأرجح هو زيادة وزن المرأة قبل حملها أو أثناء فترة الحمل. وبيَّن عاشور أن النوع الثاني من السكر كان سابقاً منتشراً عند الكبار فقط، إلا أنه لوحظ في الآونة الأخيرة تفشي هذا النوع عند الأطفال، مما يشكل خطورة كبيرة على تلك الشريحة من المجتمع. وأضاف أنه عند إصابة الفرد بهذا المرض في بداية حياته (بعد 30 سنة تقريباً) سيصبح فرداً غير منتج؛ لظهور أعراض المرض ومضاعفاته على المريض، وتصبح لديه مشاكل في العين والكلى وسكر القدم، وغيرها من الأمراض المصاحبة لمرض السكر. وأوضح أن سكر الحمل يؤثر على الجنين ليس فقط على الأم الحامل؛ حيث يزيد من حجم الجنين، مما يسبب عسراً أثناء الولادة، كما يُحتمل أن يصاب الطفل بمرض البو صفار، أو احتمال هبوط مستوى سكر الجنين عند الولادة، وممكن أن يؤدي الى مشاكل في القلب مثل ثقوب القلب لديه. وأضاف أن النساء اللاتي تُصبن بسكر الحمل عادة ترتفع لديهنَّ نسبة الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 60 في المائة خلال فترة عشر سنوات تقريباً من إصابتهن بسكر الحمل، داعياً النساء إلى مراجعة الأطباء قبل التفكير في الحمل؛ لقياس مستويات السكر وضبط مستويات السكر عند النساء المصابات أساساً بالمرض؛ حيث هناك علاجات وأدوية ممكن تبديلها أو توقيفها في حال رغبة المريضة بالإنجاب. وأكد عاشور أن تكلفة مرض السكر تحتاج إلى ميزانية كبيرة، وتُكلف الدولة مبالغ طائلة على الأدوية التي يتم صرفها للمرضى، والتي تُستخدم بشكل يومي، وعلى الفحوص والتحاليل التي يقومون بها بشكل دوري، إضافة إلى الأمراض التي يصحبها مرض السكر، موضحاً أنه في حال احتياج المريض لغسيل الكلى فقد تكلف تلك العملية آلاف الدنانير شهرياً لكل مريض. وشدد عاشور على أهمية الفحص الدوري للدم، والقيام بعمل فحص تجسسي لمستويات السكر في الدم، مبيناً أن الأعراض الأولية للمرض تكون في كثرة شرب الماء وكثرة التبوُّل والشعور بالدوار والتعب وزغللة في العين وكثرة الالتهابات.