ماذا عسانا نقول لمشاهد مؤلمة نعيشها كل يوم وكأن الأمر لا يعنينا وبات ذلك في حكم المألوف، أنتحدث عن العقوق أم نناقش تلاشي الاحترام المتبادل؟! ما الذي يحدث في مجتمعنا؟! أهو نتاج الحضارة والمدنية؟! أم حصاد أيدينا؟!! لا تكاد تنتهي من الحديث عن سلوك مستهجن حتى يأتيك خبر آخر أسوأ من ذي قبله عن تصرفات بعض من أبنائنا ولن أبالغ إن قلت ان أعدادهم تتزايد، الأبناء تقمّصوا دور الآباء فصار الابن هو الحاكم بأمره وهو الآمر الناهي في المنزل والأب يمارس دور المشاهد المتفرج لا بل والمستمع أحياناً لا حول ولا قوة بيده، البنات همَّشوا دور الأمهات فكل واحدة تسن قوانينها بنفسها وما على الأسرة إلاّ التنفيذ وإلا أصيبت الفتاة بحالة نفسية بل وهستيرية في بعض الأحيان ولأتفه الأسباب. أسوق هذا الكلام في نطاق العموم وأدرك تماماً أن هناك من الأبناء والبنات من هم قدوة حسنة في التربية والأخلاق الفاضلة، نحن نخص هنا تصرفات بعض الأسر التي تخلت عن دورها الأساسي في التربية بحكم العمل أو إعطاء ثقة مفرطة ومع أن منح الثقة أمر محمود إلاّ أن الثقة بدون تجربة في الحياة تساوي كارثة وهلاكا في بعض الأوقات. إن لم تكن بمجملها، لم يعد الاحترام سيد الموقف عند بعض الأسر. سقى الله تلك الأيام حينما كان الأب مربيا والجار مربيا وإمام المسجد مربيا والمدرس مربيا، وكان الجميع يحترم الجميع ويتقبّل النصح والتوجيه بصدر رحب، حتى تغيرت الأمور وأصبح «كل في فلك يسبحون». قاتل الله المدنية الزائدة وما جلبته لنا من أوجاع وتفكك أسري بدأنا ندفع ثمنه في صور شتى وتجارب مؤثرة. استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحية