فيينا - أ ف ب: كثفت القوى الغربية الضغط على إيران أمس مؤكدة أنه"آن الأوان" للتوصل إلى اتفاق حول الملف النووي بعد المفاوضات الطويلة التي بدأت قبل حوالي سنتين ويفترض أن تنتهي نظريًا غدًا في فيينا. واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أن التوصل إلى اتفاق حول ملف إيران النووي أصبح "وشيكًا جدًا"، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن "الوقت حان" لإنهاء المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. وأكد كيري في تصريحات للصحفيين في فيينا أنه بعد نحو عامين من المفاوضات، وفي اليوم التاسع من أحدث جولة من المحادثات، "فقد تم إحراز تقدم حقيقي". ولكن وبعد ثلاثة اجتماعات منفردة الأحد مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حذر كيري من أن مصير المفاوضات لا يزال غير معروف "ومفتوحاً على كل الاحتمالات". وقال الوزير الأمريكي "خلال الأيام القليلة الماضية أحرزنا في الواقع تقدمًا حقيقيًا، ولكنني أريد أن أكون واضحًا تمامًا مع الجميع إننا لم نصل بعد إلى المرحلة التي نريدها بشأن العديد من أصعب القضايا". وأضاف "إذا تمكنا من الاتفاق على خيارات صعبة خلال اليوم وغدًا وبسرعة، فقد نتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع. ولكن إذا لم يحدث ذلك فلن نتوصل إلى اتفاق. ولذلك فإن فرقنا ستعمل بجد كبير خلال الساعات والأيام المقبلة، وسنبذل أقصى جهودنا". ولدى عودته إلى فيينا اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء أمس أن "كل الأوراق على الطاولة" في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، مطالبًا الإيرانيين بـ"التزامات واضحة". وقال فابيوس لدى وصوله إلى فيينا "تفصلنا 72 ساعة عن مهلة انتهاء المفاوضات. الأوراق كلها على الطاولة، القضية الرئيسية تكمن في معرفة ما إذا كان الإيرانيون سيقبلون بالتزامات واضحة حول ما لم يتم توضيحه حتى الآن". وقالت موجيريني لدى عودتها إلى فيينا "لقد آن الآوان (...) نحن قريبون جدًا من اتفاق" قبل أن تدخل قصر كوبورغ حيث تستمر المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى حول الملف النووي الإيراني منذ تسعة أيام. وأكدت أن "الجو بناء وإيجابي". وأضافت "أستطيع أن أرى إرادة سياسية (...) والآن سنرى معًا ما إذا كانت هذه الإرادة السياسية ستترجم إلى قرارات سياسية". وأكد مسؤولون طوال الأسبوع على أن هذه نهاية الطريق، وبعد تفويت العديد من المهل النهائية، فإنهم لا يتوقعون التمديد مرة أخرى. وصرّح نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مساء السبت للتلفزيون الإيراني أن "تمديد المحادثات ليس خيارًا لأحد (...) نحاول إنهاء العمل". وتابع "إذا توصلنا إلى اتفاق يحترم الخطوط الحمراء التي وضعناها فسيكون هناك اتفاق، وإلا فإننا نفضل العودة إلى طهران خاليي الوفاض". ويفترض أن ينص الاتفاق النهائي، الذي حددت قواعده في اتفاق إطار تم التوصل إليه في أبريل الماضي، على أن العقوبات التي تخنق الاقتصادي الإيراني سترفع تدريجيًا مع احترام إيران لالتزاماتها، إذ تريد المجموعة الدولية أن تكبح البرنامج النووي الإيراني لعشر سنوات على الأقل، الأمر الذي ترفضه طهران. وتسعى الدول الكبرى من خلال ذلك إلى منع إيران من امتلاك القنبلة الذرية. وقال وزير الخارجية الإيراني في رسالة مسجلة نشرت على موقع يوتيوب باللغة الإنكليزية إن من شأن الاتفاق فتح "آفاق جديدة لمواجهة التحديات الكبرى والمشتركة".