قال الأمين العام للأمم المتحدة ةبان كي مون إنه دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسيإلى "حماية حرية التعبير" خلال لقاء بينهما الخميسفي مالابوبعد الحكم على صحفيين منالجزيرة بالسجن في مصر. وقال بان خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في غينيا الاستوائية "دعوت كل الدول بما فيها مصر إلى احترام حرية الحركة وحرية التعبير وحرية الصحفيين في تغطية الأحداث". وأضاف "التقيت كذلك الرئيس السيسي في مالابو وتحدثنا عن هذه المسائل ودعوته إلى توفير حماية كاملة لحرية التعبير". وأصدرت محكمة مصرية الاثنين الماضي بحق الزملاء باهر محمد حكما بالسجن عشر سنوات، وبيتر غريستي ومحمد فهمي بالسجن سبع سنوات حضوريا، في حين حكم بالسجن عشر سنوات غيابيا على الزملاء أنس عبد الوهاب وخليل علي خليل وعلاء بيومي ومحمد فوزي ودومينيك كين وسو تيرتن. وكان المعهد الدولي للصحافة دعا السيسي للعفو عن الصحفيين المحكومين، وطالب المعهد -ومقره فيينا، في رسالة وجهها الخميس إلى الرئيسي المصري- بمنح عفو رئاسي كامل في أسرع وقت للصحفيين الثلاثة، مؤكدا أنالنيابة المصرية لم تقدم أي دليل إدانة بحقهم، واكتفت فقط بتقديم وثائق شخصية لهم، بالإضافة إلى تقارير إخبارية أعدوها أثناء عملهم بدول أخرى. وقالت رسالة المعهد إن حبس صحفيي الجزيرة وغيرهم من الصحفيين بمثابة انتهاك واضح للالتزامات الدولية التي وقعت عليها مصر، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، بما في ذلك الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تتضمن بنودا واضحة تطالب الدول بضمان احترام الحق في حرية التعبير. تنديد دولي واسع واعتبرت المنظمات الدولية والحقوقية الحكم صادما ومثيرا للقلق على مستقبل الصحافة بمصر. كما نُظمت عدة وقفات احتجاجية بالجزيرة ومؤسسات إعلامية أخرى في مختلف أنحاء العالم، أبرزها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي تزامنت وقفتها الثلاثاء الماضي مع وقفة نظمتها شبكة الجزيرة الإعلامية بمقر القناة الإنجليزية. كما بثت شبكة تونس الإخبارية "تي أن أن" التلفزيونية الخاصة موجز أنباء صامتا تضامنا مع الصحفيين المحبوسين. وبعد أن حيّت المذيعة مشاهدي القناة رفعت شعار "الصحافة ليست جريمة" قبل أن تعلن نهاية الموجز. ونددت نقابة الصحفيين الموريتانيين الثلاثاء بـ"الأحكام الجائرة والقاسية" ودعت القضاء المصري إلى الإفراج الفوري عن صحفيي الجزيرة. وقفة تضامنية لموظفي الجزيرة كما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة الأحكام بحق صحفيي شبكة الجزيرة. أميركيا، وصفها وزير الخارجية جون كيريبالمخيفة والقاسية، بينما قالت الوزارة إنها تأمل أن تكون الرسالة التي تضمنتها تصريحات كيري قد وصلت إلى القاهرة. كما دعا البيت الأبيض السيسي إلى العفو عن الصحفيين أو تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم حتى يمكن الإفراج عنهم فورا، وتخفيف كل الأحكام ذات الدوافع السياسية. من جهتها، طالبت المفوضة السامية لحقوق الإنسان فيالأمم المتحدةنافي بيلاي السلطات المصرية بإطلاق صحفيي الجزيرة، وأوضحت أنها تشعر بـ"الصدمة والقلق" إزاء صدور تلك الأحكام التي وصفتها بأنها "فظيعة ومهزلة مطلقة للعدالة". واعتبرت منظمة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن حقوق الصحفيين أن الحكم "أثبت التوجه الشمولي للنظام المصري". ووصفتمنظمة العفو الدولية(أمنستي) الأحكام "بالهجوم الوحشي" على حرية الإعلام، واعتبرته مدمراً بالنسبة للصحفيين وعائلاتهم. أما مركز حماية وحرية الصحفيين بالولايات المتحدة، فقال إن الحكم القضائي على الصحفيين مخيب للآمال ويهدد حرية الإعلام في مصر. في حين قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن الحكم على صحفيي الجزيرة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، ويؤكد أن القضاء المصري أداة بيد السلطات السياسية. كما استدعت كل من بريطانيا وهولندا سفيري مصر لديهما لإبلاغهما احتجاجهما على الأحكام.