وصل الى صنعاء ظهر امس مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ لبحث موضوع هدنة انسانية. ومن المقرر أن يلتقي ولد الشيخ بممثلين عن جماعة الحوثيين المسلحة وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لبحث تنفيذ هدنة إنسانية في اليمن. وفي تصريح لولد الشيخ لدى وصوله مطار صنعاء، قال إن زيارته تهدف إلى الإسراع في التوصل إلى هدنة إنسانية في ظل الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب اليمني.. معرباً عن تفاؤله في التوصل إلى هدنه إنسانية في اقرب وقت. وقال في تصريح نقلته وكالة "سبأ" التي يسيطر عليها الحوثيون: نبحث في أسرع وقت أن نتوصل الى هدنه انسانية ونتحدث مع كل الاطراف في هذا الامر وما زلنا « متفائلين أننا سنصل إلى ذلك». وأضاف «نكثف جهودنا من اجل الوصول إلى حل سلمي في هذه الأزمة التي أصبحت كارثية بالنسبة للشعب اليمني خاصة ما يتعلق بالقضايا الانسانية».. مشيرا إلى انه يرافقه خلال الزيارة فريق انساني تابع للامم المتحدة برئاسة المنسق الاقليمي للقضايا الانسانية. وأكد ولد الشيخ على أهمية إيجاد حل سلمي دائم في اليمن.. وقال «القضية المحورية هي حل سلمي يكون دائما ويسمح ان ترجع القضية الى طاولة الحوار وان يرجع اليمنيون الى العملية السلمية السياسية». وهذه هي الزيارة الثالثة لولد الشيخ منذ اختياره مبعوثا أممياً في اليمن خلفا لجمال بنعمر. وكان الناطق الرسمي لجماعة الحوثيين محمد عبدالسلام قد كشف في تصريح صحافي عن لقاء سابق جمعهم بولد الشيخ في العاصمة العمانية مسقط بهدف التشاور حول هدنة إنسانية وآلية لإيصال المساعدات إلى المحافظات والمدن اليمنية المتضررة من الحرب. وتأتي زيارة ولد الشيخ فيما لا زالت المعارك مستعرة على الارض ويواصل طيران التحالف قصف مواقع المتمردين الحوثيين وقوات صالخ. اذ قتل 6 مدنيين وأصيب 6 آخرون في قصف لمليشيا الحوثي وصالح – فجر امس - على أحياء في مدينة المنصورة بعدن. وقال مصدر طبي ل"الرياض" إن التقارير الأولية الواردة من المستشفيات سجلت 6 حالات وفاة و6 مصابين بعضهم من أسرة واحدة ومن مختلف الفئات العمرية. وأصابت إحدى القذائف روضة أطفال كان يقطنها نازحون بحي الإنشاءات في خط 90 بالمنصورة. وذكر سكان للمصدر أون لاين إن قذائف أخرى سقطت في مدينة إنما السكنية والحسوة، ما أدى الى وقوع إصابات لم يتمكن المصدر أونلاين من معرفة عددها. واستهدفت احد القذائف مدرسة يسكنها اللاجئون الصوماليون ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وتعد هذه ثاني مجزرة تستهدف المدنيين في المنصورة، بعد مجزرة الأسبوع الماضي والتي أسفر عنها مقتل ما يزيد عن 20 شخصاً بينهم أطفال ونساء. وشهدت مناطق متفرقة من شمال مدينة عدن اشتباكات عنيفة اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وكان 24 حوثيا و7 من المقاومة الشعبية قتلوا السبت في معارك عنيفة شمال مدينة عدن. وقالت مصادر في المقاومة ان المقاومة استعادت سيطرتها على شرطة حي البساتين والمنطقة المحيطة به، وأجبرت الحوثيين وقوات صالح على التراجع نحو المزارع. وشن طيران التحالف غارات عدة استهدفت عربتين وناقلة جند للمتمردين في ضواحي بئر أحمد، أدت إلى سقوط 8 قتلى في صفوف الحوثيين. وأكد مسؤول حكومي أن الحوثيين والقوات الموالية لصالح قصفوا بصواريخ الكاتيوشا مناطق سكنية في المنصورة وبئر فضل وحي الإنشاءات، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وأضاف أن 3 قذائف استهدفت روضة أطفال في حي الإنشاءات، حيث يتخذ النازحون ملاذا لهم، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص بينهم طفل ووالده وجرح 11 آخرين. وفي لحج، قتل 19 من المتمردين الحوثيين وقوات صالح، صباح امس، في اشتباكات مسلحة مع "المقاومة الشعبية" بمناطق متفرقة في المحافظة. وذكرت المصادر نفسها أن هجوما مباغتا شنه مسلحو "المقاومة الشعبية" على تجمع للحوثيين في منطقة الوهط، مما أسفر عن سقوط 11 قتيلا وعدد من الجرحى. وأشارت المصادر إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت في منطقة بلة المطلة على قاعدة العند الجوية بين "المقاومة الشعبية" والحوثيين، حيث تمكنت المقاومة من استعادة موقعين في المنطقة، مما أسفر عن سقوط 8 قتلى وعدد من الجرحى في صفوف الحوثيين وصالح، فيما قتل اثنان من "المقاومة الشعبية" وجرح 4. كما شهدت مدينة تعز معارك عنيفة واشتباكات بين المقاومة الشعبية وقوات صالح في احياء عدة منها حوض الاشراف والجمهوري وكلابة ومحيط جبل جرة والزنوج. وتعرض عدد من الاحياء السكنية لقصف عشوائي بالأسلحة الثقيلة من قبل الحوثيين. وكان القصف العشوائي يوم السبت اسفر عن مقتل مدنين اثنين واصابة 17 اخرين. هذا فيما شنت طائرات التحالف صباح امس الأحد غارات جوية مكثفة على القصر جمهوري ومقر قوات الأمن الخاصة في تعز. وقال مصدر محلي ل«الرياض» إن أكثر من سبع غارات نفذتها طائرات التحالف على هذين الهدفين. في غضون ذلك، قُتل مدنيان اثنان آخران في حادث دهس لعربة (طقم) مسلحة للحوثيين لدراجتين ناريتين أمام مستشفى الكندي في منطقة الكمب بالمدينة. حسبما ذكرت تقارير إعلامية. ونصب رجال المقاومة الشعبية كميناً للحوثيين في منطقة مقبنة، وأدى ذلك الهجوم لسقوط عدد من الحوثيين بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى إعطاب عربة لهم. وواصل طيران التحالف صباح وعصر امس شن غاراته على مواقع عسكرية موالية للحوثين وقوات صالح في صنعاء. واستهدفت الغارات مواقع عسكرية ومخازن للأسلحة عند معسكري «الجميمة» و«خشم البكرة» في منطقة «صَرِف» شرق العاصمة. وكانت المقاتلات قد شنت غارات عنيفة على المواقع ذاتها السبت، واستهدفت مخازن للأسلحة والصواريخ، وهو ما أدى إلى وقوع انفجارات كبيرة يعتقد أنها لمستودعات أسلحة في المنطقة. كما استهدف طيران التحالف العربي تجمعات وآليات عسكرية للحوثيين وقوات صالح في منطقة الساقية بمديرية الغيل بمحافظة الجوف. كما نفذ الطيران سلسلة غارات على مواقع للحوثيين في منطقتي شدا ورازح بمحافظة صعدة. واستهدف التحالف أيضا مواقع عسكرية وتجمعات للحوثيين في منطقة حرض بمحافظة حجة وغارات مماثلة في منطقة حرف سفيان ومقر قوات الامن الخاصة ومعسكر اللواء 310 بمحافظة عمران. على صعيد اخر وفي مؤشر على اتساع الفجوة بين الحليفين، شن المحرر السياسي للموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبدالله صالح هجوماً لاذعاً على جماعة الحوثي بسبب تناولات بعض الإعلاميين الحوثيين التي انتقدت تصريحات للامين العام المساعد لحزب المؤتمر ياسر العواضي. وقال المحرر السياسي :"بعض (ابواق) الاعلام المحسوب على انصار الله- او بالأصح من تقف بعض قيادات انصار الله ذات الميول غير العروبية وراءهم ووراء كتاباتهم - سارعت الى مهاجمة الامين العام المساعد للمؤتمر دونما سبب إلا انعكاسا لنفسياتها المريضة التي لا ترى في الاخر الا عدوا وبأسلوب يترفع الانسان عن مجاراته ." وفي مؤشر واصح على اتساع الخلافات بين الحوثيين وحليفهم صالح وحزبه حمل المحرر السياسي قيادات جماعة الحوثي عن ما يتعرض لهد قيادات المؤتمر من شتم من الكتاب المحسوبين على جماعة الحوثي . وقال المحرر السياسي :"لكن المستغرب فعلا ان تظل قيادة حركة انصار الله تصم اذانها عن ما يكتبه وينشره بعض المحسوبين عليها من (ابواق) الاعلام والصحافة الذين لا عمل لهم سوى الاصطياد في المياه العكرة دوما، والاسترزاق من وراء اقلامهم (العفنة) وكتاباتهم (الهابطة) ولا سيما في ظل ما تعيشه البلد من عدوان غاشم وحصار جائر يجب ان تتوحد فيه المواقف ويترفع فيه الجميع عن الانسياق وراء المهاترات والمكايدات.. خصوصا وان هذه الاقلام قد كررت ولا تزال شتائمها وبذاءاتها بحق الكثير من قيادات المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسهم الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر وكثير من قيادات المؤتمر وليس اخرهم الاستاذ ياسر العواضي الامين العام المساعد للمؤتمر .." وطالب المحرر السياسي جماعة الحوثي بإيقاف "أمراضها الذين يسترزقون من الشتائم والسباب لقيادات المؤتمر" ،.. محذرا بأن ذلك سيفتح على الجماعة أبواب النقد وسهام الانتقادات الطائلة، "فقد بلغ السيل الزبى". وكان الصحافي الحوثي المعروف أسامة ساري انتقد العواضي بشدة في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، متهماً العواضي بأنه يدعم القاعدة في محافظة البيضاء، بعد مقابلة أجرتها قناة "روسيا اليوم" مع العواضي على هامش زيارته الى موسكو، أشار فيها الى أن الرئيس هادي سلم مقاليد السلطة للحوثيين على طبق من ذهب، وأن المؤتمر رفض الإعلان الدستوري للحوثيين، وكذلك اتفاق السلم والشراكة لأنه تم تحت تهديد السلاح. حسب قول العواضي. واتهم ساري العواضي بانه يشتغل لصالح السعودية، ومحاولة استقطاب من اسماهم ضعفاء النفوس في جماعة الحوثي، وامتصاص مواقفهم وتأخير قرارات "ثورية" "وكل هذا تنفيذا لأجندة الخارج." . كما علق الصحفي الموالي لجماعة الحوثي ورئيس تحرير صحيفة الديار على حديث العواضي بأنه مجرد سكرتير و "رجل علاقات عامة ويعتقد نفسه سياسيا من طراز رفيع". وبرزت مؤخرا معلومات عن خلافات كبيرة بين الحليفين صالح والحوثيين.