تعددت الجبهات التي فتحتها جماعة داعش الإرهابية ، فبعد أن استهدفت بيوت الله في القديح والدمام في سبق دموي لم يُسجله التاريخ من قبل ؛ هاهو يصل مَدّهُ القذر إلى عروس المصائف التي فاق أهلها على خلية تابعة لهذا التنظيم الموبوء ، ولكنه الفكر المُرجف عندما يتعاظم في ذهنية المتنطعين فسيقوم بأي عمل مهما كان متنافياً مع المبادئ والقيم الإنسانية ؛ فأي فكر يعشعش في عقول هؤلاء الرجعيين الذين لم يعد يردعهم لا حُرمة دم ولا حُرمة مكان ؟!! ولمصلحة مَن يبيعون أنفسهم - رخيصة - في سوق الموت ؟! ولماذا يستهدفون أمن وطنهم وترويع أهلهم بمثل هذه الممارسات التي لم يُنزل الله بها من سلطان ؟!. أسئلة تقافزت أمامي في الوقت الذي صارعت فيه مدينتي « الطائف « نماذج من تداعيات هذا الفكر الذي أخذ يظهر لنا بين الفينة والأخرى على امتداد وطننا الكبير ، فالطائف تلطخ صباح جمعتها الماضي بالدم ،فأثناء قيام قوات الأمن بالتحري عن تواجد أحد المطلوبين المنتمين لتنظيم داعش في أحد المنازل، تعرضوا لاطلاق نار اقتضى التعامل معه بالمثل ونتج عنه استشهاد احد الجنود ؛ الأمر الذي يؤكد أن هذا الفكر المتطرف لا يستهدف طائفة دون غيرها ، بل يمتد سُمّ زُعافه لكل الوطن ، حيث يؤمن في أدبياته بأن الجميع « كفرة « وهم « جُند الله في أرضه « .!! من المؤكد أن هذا الفكر لم يكن وليد اللحظة ، بل هو فعل تراكمي غُذي من أربابه ودُعم من سادته وقام على تنفيذه رُعاعه ، وراح ضحيته عُزّل لا ذنب لهم إلاّ أنهم تيمموا القبلة طالبين عفو الله وغفرانه ، فتأسيساً على ذلك فالمعالجة الموضوعية لا تقف عند مواجهة المدفوع بهم إلى ساحة الموت فقط ؛ بل يجب أن يُطارد خفافيش الظلام بين ظهرانينا من المحفزين لهذا الفكر والمتبنين لمنهجيته الدموية ، فمن المؤكد أن المُخططين والداعمين له أشد جُرماً من المنفذين ؛ لذا يجب أن تكون الحرب عليه مزدوجة - فكراً وسلوكاً - . Zaer21@gmail.com