تفقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، القوات المصرية في شمال سيناء بالزي العسكري لأول مرة منذ توليه الرئاسة العام الماضي، في زيارة غير معلنة، بعد أيام من هجمات دامية شنها تنظيم داعش ضد الجيش في هذه المنطقة، وصرح بأن هذه الهجمات قد تم الترتيب لها من خارج مصر، وأنها لم تكن تستهدف جزيرة سيناء فقط، وإنما كانت تستهدف مصر وكرامة شعبها؛ فيما أكدت وزارة الخارجية أن مصر تقود حرباً شرسة ضد الإرهاب، ليس فقط دفاعاً عن التراب الوطني المصري، وإنما دفاعاً عن العالم المتحضر بأسره، وأن جماعة الإخوان هي المنبع الفكري لكل التنظيمات الإرهابية في العالم. وتفصيلاً، جاء في بيان للرئاسة المصرية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تفقد عناصر القوات المسلحة والشرطة في شمال سيناء. وقال السيسي خلال زيارته: حضرت لتقديم التحية لأبطال القوات المسلحة تقديراً لهم، وفق بيان للمتحدث باسم القوات المسلحة. وأضاف أقدم التحية لكل بيت ولكل أم مصرية قدمت شهيداً أو مصاباً، من أجل مصر. وبث التلفزيون الحكومي صوراً للسيسي باللباس العسكري، يتفقد الأسلحة التي صودرت من الإرهابيين، ويزور أحد حواجز التفتيش التي يقيمها الجيش. وبحسب بيان المتحدث العسكري، فإن السيسي قال إنه حتى الآن يتم العثور على جثث للعناصر الإرهابية، ويتم دفنها جراء العملية الإرهابية الأخيرة. ووصف السيسي، في كلمته، نظام الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين بأنه كان دينياً فاشياً. وأوضح، متوجهاً إلى عناصر القوات المسلحة، أنه زار سيناء بالزي العسكري تقديراً لكم، احتراماً لكم. وقال إن كلمة تحت السيطرة لا تكفي، الأمور مستقرة تماماً. وأشار إلى أن مساحة سيناء 6000 كلم مربع، بينما رفح والشيخ زويد والعريش لا تمثل 5% من مساحتها، وأن حجم القوات الموجودة في سيناء 1%، والقوات الجوية التي تتدخل تمثل 1% أيضاً، والجيش قادر على أن يقدم 1000 مرة أكثر مما فعله. وقال إن المتشددين الذين هاجموا عدداً من الكمائن العسكرية في شمال سيناء، الأسبوع الماضي، حاولوا إقامة ولاية إسلامية، لكن الجيش تصدى لهم وكبدهم خسائر غير متصورة. من جانبها، قالت الخارجية المصرية، في بيان صحافي أمس، إن الأعمال الإرهابية التي تشهدها مصر تأتي في إطار الأعمال الإرهابية، التي تجتاح أنحاء مختلفة من المنطقة والعالم، آخرها في تونس والكويت وفرنسا ونيجيريا، ومن قبلها في كوبنهاغن واستوكهولم ولندن ونيويورك، ما يبرهن على عالمية ظاهرة الإرهاب التي تستهدف النيل من جهود تحقيق الاستقرار والتنمية حول العالم، ولا يدع سبيلاً للشك أن جميع هذه التنظيمات ذات منبع فكري وأيديولوجية متطرفة واحدة نشأت على يد جماعة الإخوان الإرهابية عام 1928، كما أنها تتشارك في الأهداف والتنسيق العملياتي على الأرض. وأضافت: في هذا الإطار، تذكر وزارة الخارجية أن مصر نجحت في دحر الإرهاب في السبعينات والتسعينات من القرن الماضي، وستنجح حتماً في وأد هذه الظاهرة البغيضة الآن، والتي عبر الشعب المصري مراراً عن رفضه لها، ولفظه لكل من يروج هذا الفكر المريض. وجددت الوزارة في بيانها التأكيد أن هذا الإرهاب الأسود لن يفت في عضد مؤسسات الدولة المصرية العريقة، وأجهزتها الأمنية اليقظة القادرة على عزل هذه التنظيمات الإجرامية وملاحقة كل من يعمل لحسابها، حيث لن يجد هؤلاء ملاذاً لهم على أرض مصر بحضارتها العريقة التي حملت للعالم رسالة سلام وتسامح وتعايش عبر العصور، وعليه فلن تكون أرض مصر بيئة حاضنة للإرهاب في يوم من الأيام، وإنما لافظة وطاردة له، وستظل مصر تتصدر الصفوف الأولى لهزيمة أعداء الإنسانية ودحر الإرهاب واجتثاثه من جذوره. وأشار إلى أن مصر لن تتوانى في التعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على هذه الظاهرة، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية، ومحاربة الفكر المتطرف، من خلال منابرها الفكرية الوسطية والمعتدلة وعلى رأسها منارة الأزهر الشريف. وأكد أنه في الوقت الذي يقف الشعب المصري بصلابة وقوة، خلف قيادته وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية في هذه الحرب الشرسة ضد الإرهاب البغيض، والتي لاشك سيكون الشعب المنتصر فيها، فإن مصر بسواعد شبابها ورؤية قيادتها والتفاف شعبها، تتطلع إلى الأمام بخطى واثقة وعزم لا يلين ولا يتزعزع لمواصلة البناء والتقدم والسير قدماً في طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لتحسين مستويات معيشة الشعب المصري وإيجاد فرص عمل لشبابها، وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تنفيذ المشروعات القومية العملاقة، وبناء نظامها الديمقراطي العصري، ومواصلة استعادة دورها المركزي عربياً وإفريقيا ودولياً، حفاظاً علي المكتسبات التي حققها الشعب المصري في ثورتين عظيمتين، وقف لهما العالم احتراماً، وسعياً لبناء مستقبل أفضل ينتظر أبناء مصر جميعاً، بعد أن تنقشع هذه الهجمة الإرهابية الخسيسة.