أكد الجيش الأوكراني، أمس الجمعة، انسحاب الانفصاليين الموالين لروسيا من بلدة شيروكيني الاستراتيجية الواقعة قرب مرفأ ماريوبول في جنوب شرق البلاد، غير أن الجنود الأوكرانيين يشككون في الخطوة، معتبرين أنها خدعة. وأعلن متحدث باسم الجيش الأوكراني أن المتمردين غادروا بلدة شيروكيني المدمرة التي تقع على بعد عشرات الكيلومترات من ماريوبول، أكبر مدينة لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية، ومسرحاً لمعارك عنيفة منذ أشهر عدة. وقال: لقد انسحبوا إلى الشرق باتجاه بلدتي ساخانكا وبيزيميني، مؤكداً ما أعلنه المتمردون الخميس. واعتبر الجنود الأوكرانيون الموجودون في المنطقة، أن هذا الانسحاب تكتيكي، وأن الاشتباكات قد تستأنف في أي وقت. وقال نائب قائد كتيبة دونباس، معرفاً عن نفسه باسمه العسكري سيدوي: إن المتمردين سحبوا القوات الدائمة التي لا تأثير لها في الوضع، هناك دائماً خطر وقوع هجوم بالدبابات والمدفعية المتمركزة على مقربة من هنا. وأكد أن المتمردين لا يحترمون أبداً اتفاقيات مينسك التي تنص على سحب الأسلحة الثقيلة، في إشارة إلى اتفاقيات السلام الموقعة في فبراير/شباط بوساطة فرنسية ألمانية وبحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبالنسبة إلى بافلو، العضو الآخر في كتيبة دونباس التابعة لوزارة الداخلية الأوكرانية، فالأمر خدعة من المتمردين. وقال إن هذه ليست هدنة، هم يستعدون (لهجوم) ونحن مستعدون لصدهم. من ناحية أخرى، وصف رئيس أوكرانيا بترو بوروشينكو إعلان مسؤول انفصالي عن تنظيم انتخابات محلية في شرق أوكرانيا، بأنه غير مسؤول. وكان الكسندر زاخارتشينكو رئيس جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد أعلن أن هذه الانتخابات ستنظم في 18 أكتوبر/تشرين الأول في المنطقة الخاضعة لسيطرة الثوار الانفصاليين. وأضاف أن التصويت سيتم في ظل احترام معايير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتشريع الأوكراني، لكن فقط ما لا يتعارض منه مع دستور جمهورية دونيتسك وقوانينها. وندد الرئيس بوروشينكو بهذا الإعلان غير المسؤول الذي قال إن انعكاساته مدمرة بالنسبة لنزع فتيل تصعيد النزاع الذي خلف أكثر من 6500 قتيل منذ إبريل/نيسان 2014. وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن فشل أوكرانيا في الاتفاق مع المتمردين لتنفيذ اتفاق السلام ينذر بالخطر ويحض الغرب لممارسة الضغط على كييف. وأضاف لافروف للصحفيين أن الوضع ينذر بالخطر لأننا نشهد تحولاً إذا صح التعبير، وأضاف أثبتت السلطات الحالية في كييف مراراً عدم قدرتها على التوصل إلى اتفاق. على صعيد آخر، قال رئيس وزراء هولندا مارك روته: إن الحكومة الهولندية تسعى للحصول على تأييد حلفاء سياسيين لتشكيل محكمة تابعة للأمم المتحدة لمحاكمة المشتبه في ضلوعهم في إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق منطقة يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا قبل عام. وأضاف روته أن إنشاء محكمة دولية سيعطي أفضل ضمان لتعاون جميع البلدان سعياً لتحقيق العدالة من أجل عائلات 298 شخصاً قتلوا في الحادث معظمهم هولنديون. وقال دبلوماسيون إن ماليزيا وهي واحدة من خمس دول في فريق مشترك تقوده هولندا يحقق في الحادث أبلغت مجلس الأمن الدولي، الخميس، أنها تعتزم العمل من أجل تشكيل محكمة تدعمها الأمم المتحدة حتى رغم أن روسيا وصفت هذا الإجراء بأنه سابق لأوانه. (وكالات)