×
محافظة جازان

مياه جازان تنفذ مشروعات ب 289 مليون ريال بمحافظة فيفاء

صورة الخبر

الفطرة وهي أشمل من كل عبادة وأشمل من كل شيء فهي أس الوجود وذات الموجود، وجدت لتحقق هدفها في الحياة وتصل لمقصدها في النهاية، وكي تعرف حجم الموضوع وتدرك أن المسألة ليست عادية على الإطلاق، إنما نحن البشر بحاجة إلى زيادة الوعي لدينا وتحفيز التفكير عندنا لكي لا نقع أكثر من وقوعنا. الإنسان قابل لأن يتململ ويتخذ ويقرر طريقاً غير طريق السوية وهنا يحتاج إلى المسألة الثانية وهي الوسطية العدل، يمتاز الإسلام بالوسطية والاعتدال والتوازن والواقعية، لا إفراط ولا تفريط، قوام بين ذلك، (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)، براعة وشوق لهذه الآيات العظيمة التي تعطي معاني واضحة لنا معاني تفرض عنوان الفهم لكل قارئ لها، حكم موافق للفطرة السليمة والعقول القويمة والطبيعة البشرية السوية، فهو (دين ودولة وحضارة ومدنية وعقيدة وفكر وتشريع ونظام، وأخلاق وتربية، ودعوة وصلاح، وتجديد ومرونة وحيوية)، حكم سمته الكمال والشمولية والعلمية والثبات والديمومة بعقيدته السمحة وفكره الرحب، ومنهجه القويم، (اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا)، مما يجعل الإسلام مستجيباً لجميع القضايا المستحدثة والظروف المستجدة دون تناقض أو تطرف، بل المرونة والقواعد والأصول والمقاصد أسسه، لإيجاد حلول واقعية لمشكلات وقضايا عالمنا المعاصر الذي انتشر فيه الظلام وطغى الانحراف وزاغت القلوب والعقول وضعفت العزائم والهمم، وذلك بمعالجته من خلال مبدأ الموازنة بين المصالح والمفاسد، وقاعدة ارتكاب أخف الضررين، ومقاصد الشرع القائمة على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد أو تقليلها، وطرح التقليد المذموم والتعصب الأعمى وروح الجمود. إذن هذه الفطرة السوية تدعونا إلى الإلتزام المساواة، للإنسان سواء في الحقوق فلا تفاوت بينهم من حيث كونهم مسلمين، لتساويهم في الجامعة الإسلامية ولتساويهم في الخلقة فهم متساوون في حق الحياة والوجود، ولا عبرة بالألوان والأشكال والأعراق والأعراف، ولاختلاف المواطن التي يعيشون فيها، فهم متساوون في أصول التشريع إذ لم يوجد مانع يمنع من ذلك، فهم متساوون في وجوب حفظ الدين والنفس أو العقل والأموال وما إلى ذلك من الضروريات لحياة الفرد وحياة المجتمع. أمر الله رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم صاحب الخلق العظيم بأن يقوم بالعدل بين الناس ويعدل بينهم في خصوماتهم من أي جنس كان هؤلاء الناس ومهما كان انتماؤهم، (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولاتكن للخائنين خصيما)، نعم كذلك أوصى الله تعالى عباده المؤمنين بأن يكونوا عاملين في سبيل الله أن يشهدوا بالحق والعدل بين الناس وبأن لا تدفعهم مكرهة قوم أو عدم التوافق معهم إلى عدم العدل والجور على حق أولئك القوم أمرهم أيضا بأداء الأمانات إلى أصحابها والحكم بين الناس بالعدل لقوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) وأضاف إلى ذلك بأن يكون المؤمنون قائمين بالعدل حتى على أنفسهم أو على من لهم صلة بهم (يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين)، هذه أيها الأحبة هي الفطرة السوية الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، فأقوم وجهك للدين حنيفا متبعا ما يريدك الله به منتهيا عما يريدك الانتهاء منه وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.