×
محافظة القصيم

محافظ رياض الخبراء يلتقي محافظ وأهالي البدائع

صورة الخبر

قبل فترة وفي أحد الأماكن العامة شاهدت طفلًا لم يكمل عامه الثالث، وقد رمى علبة العصير على الأرض واحتفظ بـ( المزاز ) يعضعضه، ثم كأنه تذكر مشهدًا مألوفًا فقرر أن يقلده، فأمسك بـ( المزاز ) بين إصبعيه الصغيرين ثم وضعه في فمه وشفط شفطة معلم!!! ثم رفع رأسه ونفث نفثة طارت معها أنفاسه الضعيفة !!! وكرر ذلك وهو يتهادى في مشيته !! أيقنت أن شخصاً قريبًا من هذا الطفل مبتلى بالتدخين ،لم يطل بي الحال لمعرفة هذا القريب إلا وقد أقبل ذلك الشاب - والد الطفل - وفي يده ( سيجارة ) وقبل أن يمسك بالطفل عض على ( سيجارته ) بالجانب الأيسر لفمه مغلقًا عينه اليسرى من أثر دخان ( سيجارته ) وقد التوى الجزء الايسر من وجهه إلى جهة اليسار، ثم أمسك الطفل باليد اليسرى ، و سحب ( المزاز ) بيمينه من فم الصغير ورماه بعيدًا! وهو يعنفه بكلمات يخرجها من الجهة اليمنى من فمه ( كخا يابابا... كخا يا بابا ) !! دائمًا نشاهد مثل هذا المنظر، والأمرلا يقتصر على محاكاة التدخين فقط، بل نجد أطفالًا لم يكتمل صف أسنانهم ولم يفصحوا النطق بعد،ومع ذلك قاموسهم اللغوي ثري جدًا بالكلمات النابية، والسب، واللعن، والشتم !! وقد تكون هي أول ما ينطق بها، أيضًا هناك من الأطفال من تعود الكذب مدعمًا بالأيمان، ومنهم من ساء خلقه بسوء خلق المربي، كل هذا... وغيره، وبعض الآباء والأمهات يرى ويسمع، وردة فعله ضحكة رضا مصحوبة بــ ( ياحليله حليلاه ) !!! ... وما علم هذا الأب وهذه الأم أنهما قد يكونان سببًا لسوء سلوك هذا الطفل . وإن لم يتداركا الوضع فقد يكون المستقبل أسوأ، وحينها يصعب تعديل السلوك، و ( لافات الفوت ما ينفع الصوت ) . عقلية الطفل كالرادار، يلتقط ويقلد كل مايشاهده، ويسمعه ( فالأبناء يكتسبون من أفعال آبائهم أكثر مما يكتسبون من أقوالهم ونصائحهم وتوجيهاتهم ) فاحرص على أن لايرى منك إلا الأخلاق الفاضلة،والأعمال الصالحة، وكن له قدوة حسنة، فالقدوة من أهم طرق التربية، فعلّمه الصدق بصدقك، والنظافة بنظافتك، والأمانة بأمانتك، والصلاح بصلاحك، فالولد سر أبيه، وأبناؤنا مرآة لنا.....ولا تنسوا الدعاء ... فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى .