نهاية حلم مريرة تلك التي عاشها المنتخب الإنجليزي بعدما انهزم في اللحظات الأخيرة أمام اليابان في إدمنتون ضمن نصف نهائي كأس العالم للسيدات كندا 2015 FIFA. بدا أن سيدات إنجلترا سيدافعن عن حظوظهن في الوقت الإضافي من أجل انتزاع بطاقة تأهلٍ تاريخي إلى نهائي العرس العالمي؛ غير أن كارثة حلّت باللبؤات الثلاث أجهضت الحلم العزيز. كانت المدافعة لورا باسيت قد بذلت مجهوداً كبيراً من أجل اعتراض سبيل تمريرة عرضية من قدم يوكي أوجيمي داخل مربع العمليات، إلا أن كرتها ارتطمت تحولت نحو المرمى، ارتدت من العارضة وتجاوزت الخط ليعلن الهدف الثاني ولتنتهي المباراة بفوز اليابانيات 2-1. انتاب إحساس بالحسرة وخيبة الأمل اللاعبات الإنجليزيات وهنّ يتحدثن إلى وسائل الإعلام بعد المباراة التي جرت أطوارها بملعب كومنويلث ستاديوم. ومع ذلك بدت اللبؤات الثلاث مُعتزات بأنفسهن وفخورات بما قدمنهن خلال العرس الكندي. وفي مقدمتهن تحدثت لاعبة وسط الميدان الملهمة فارا ويليامز لموقع FIFA.com بنفس الشغف الذي خاضت به المباراة قائلة: "لكل منتخب أسلوب لعب خاص؛ أما أسلوبنا نحن فمبنيّ على الفوز وهو ما أثبتناه في هذه البطولة. لقد تبادلنا الأدوار وشكلنا فريقاً كان بإمكانه إلحاق الهزيمة باليابان؛ كما أننا أصبنا العارضة وأجبرنا الخصم على التراجع. بإمكانكم أن تسألوا أي فريق أو أي شخص تابع المباراة سيخبركم أن إنجلترا بإمكانها أن تجد طريق الفوز". وأضافت قائلة: "تعيش باس (لورا باسيت) حالة نفسية قاسية بسبب ما حدث؛ نحن نساندها ونؤازرها كما أننا فخورات بها. لقد قدمت أداء رائعاً خلال البطولة. كل ما في الأمر أن الحظ لم يكن بجانبنا". ورغم ما حدث، فمهمة الكتيبة الإنجليزية التي انتصرت على بطل سابق للعالم، النرويج، ثم البلد المضيف كندا، لم تنته بعد؛ فعليها أن تُقارع يوم السبت القادم غريمها التقليدي المنتخب الألماني من أجل الظفر بالمركز الثالث. وبهذا الخصوص أوضحت بنبرة صوت تنمّ عن إصرار وعزيمة: "سنكون مستعدات مرة أخرى؛ ليس هناك شك في ذلك. نحتاج إلى تقديم أداء كبير وراقٍ أمام الألمانيات اللائي استفدن من يوم راحة إضافي". شجاعة وإصرار تملك ويليامز، أكثر من أي شخص آخر، القدرة على رفع التحدي ومواجهة الصعاب؛ فهذه اللاعبة سبق لها أن قضت فترة من حياتها في مأوى للمشرّدين. ولعل هذه التجربة زادت من قوتها وشغفها لطرق باب النجاح. ويبدو أن خير دليل على ذلك الطريقة الهادئة التي نفذت بها ركلة الجزاء التي منحت التعادل لإنجلترا في إدمنتون؛ وهي تدلّ أيضاً على قوة ذهنية كبيرة. وتُعدّ ويليامز، التي تبلغ من العمر إحدى وثلاثين سنة، لاعبة مخضرمة في صفوف الكتيبة الإنجليزية، وهي التي تُقدّر أهمية نجاح منتخب بلادها في الحدث العالمي. ولم يكن يخطر ببال هذه المتألقة أن زميلاتها سيكنّ على مرمى حجر من بلوغ نهائي كأس العالم. وهنا أجابت "أبدا، أبداً. ورغم ذلك قدمت اللاعبات أداء رائعاً في البطولة؛ فنحن تشبتنا بقيم التماسك والتآزر منذ دقائق البطولة الأولى." وأردفت قائلة: "أنا فخورة بهذا الفريق؛ لقد أظهرنا جدّيتنا للجميع. كما أن مستوانا تطور بشكل جيد منذ كأس الأمم الأوروبية سنة 2013. أن نصل إلى نصف النهائي ونقارع بطل العالم إلى حدود الدقيقة 92 أمرٌ يشي بالشيء الكثير عن قدراتنا." وتابعت بالقول: "نحن نؤمن بهذا الفريق. صحيح أننا نشعر بالخيبة، إلا أنني آمل أن يُلهم إنجازنا الجيل القادم من اللاعبات. إن ذلك ما نتطلع إليه. لا شك أن النظرة إلى المنتخب تغيرت في بلدنا، حيث أصبحنا نحظى بمساندة أكبر وتغطية صحفية أوسع وهو ما كنا نحتاجه. آمل أن نستمر على هذا المنوال". واختتمت ويليامز حديثها قائلة: " كذبنا تكهنات العديد من الأشخاص الذين شككوا في قدراتنا. كنا نتابع الإعلام والصحافة وما يقولونه. لقد رصصنا صفوفنا والتحمنا إلى الدقيقة الأخيرة دون الاكتراث بالقيل والقال. في الماضي كنا نتأثر بذلك؛ ففي 2013 فسحنا المجال لوسائل الإعلام وتركناها تشوش علينا؛ لكن هذه المرة لم نسمح بذلك وبدا ذلك واضحاً على رقعة الميدان حيث أظهرنا تلاحماً قل نظيره".