أفادت دراسة حديثة صادرة عن مجموعة بوسطن كونسلتينغ، بعنوان القضاء على غول التعقيد وعدم الكفاءة في قطاع الاستكشاف والإنتاج في قطاع النفط بأن الفترة الراهنة تمثل حقبة صعبة جداً بالنسبة لشركات الاستكشاف والإنتاج على الصعيد العالمي، ففي أعقاب ما يزيد على عقد من الزمن اتسم بتحقيق عوائد مالية كبيرة، مر هذا القطاع بالعديد من السنوات الصعبة من جراء تضارب في القوى المحركة له. قد ساهمت عوامل عديدة في الوصول إلى هذه المرحلة الحرجة، كان في مقدمتها إهمال طويل الأمد للتكاليف، واستنفاد الموارد سهلة الاستغلال، وتكثيف التشريعات الحكومية ومطالبها المالية، والنقص في الكفاءات والمواهب الأساسية، حيث اجتمعت كلها لتوجه ضربة موجعة لشركات الاستكشاف والإنتاج، على صعيد الإيرادات والأرباح على حد سواء. فضلاً عن ذلك، قاد الانخفاض الأخير في أسعار النفط إلى حالة حرجة بكل معنى الكلمة وساهم في زيادة مستويات الصعوبة لهذا القطاع الذي كان يعاني أصلاً تحديات جمة. وقال رند ستيفان، شريك إداري في مجموعة بوسطن الاستشارية بالشرق الأوسط ورئيس وحدة عمليات الطاقة: استجابت معظم شركات الاستكشاف والإنتاج في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام 2014 لهذه التحديات الجديدة عن طريق تحويل التركيز إلى معايير القيمة عوضاً عن النمو، إلا أننا نعتقد أن التعديلات التي أجرتها هذه الشركات على مجموعة عملياتها ليست كافية. وضمن هذا الإطار، حددت دراسة مجموعة بوسطن كونسلتينغ الجديدة التغييرات الواجب اتخاذها على المستوى المؤسسي بأسره من قبل شركات الاستكشاف والإنتاج (فضلاً عن شركات خدمات ومعدات حقول النفط التي تدعمها) لتحقيق النجاح في الواقع المعاصر الجديد. وتقدم الدراسة 8 إجراءات حاسمة يترتب على شركات النفط والغاز اتخاذها بأسرع ما يمكن وهي: الكف عن توحيد التقنيات، حيث يتعين على الشركات البحث عن فرص للتخلص من مبدأ اعتماد تقنيات قياسية موحدة على صعيد المشاريع والتحجيم المؤسسي الأمثل، حيث يجب على الشركات ضبط عدد الموظفين إلى الحجم الأمثل ورفع كفاءة القوى العاملة والشراكة وإعادة التفاوض في مجال سلاسل التوريد ورفع كفاءة عمليات الصيانة وعمليات النقل الجوي والنقل بالشاحنات والخدمات اللوجستية البحرية والتعاون مع نظيراتها على مستوى القطاع وآخر هذه الإجراءات في ترشيد النفقات العامة وتكاليف العقارات وخدمات الدعم. ومن جانبها، قالت شيلي ترنش، مديرة في مجموعة بوسطن الاستشارية بالشرق الأوسط ومهندسة البترول: أقدم عدد من شركات النفط والغاز في المنطقة على اعتماد واحد على الأقل من هذه الإجراءات الثمانية الحاسمة، وإن لم يكن ذلك بشكل مستدام.