في أوقات معينة قد تستنفد طاقتك وتخسر مالك وأحيانا حياتك في لحظة هوس أو اندفاع يجرك لاتخاذ قرارات خاطئة قد تندم عليها! والسر موجود في عقلك الذي استغله التاجر باحترافية فعلى الرغم من أن عقولنا تعمل بنظام دقيق ومعقد مثل باقي الكون إلا أنها قد تخرج عن هذا الإطار وتتخذ قرارات وتنحاز لأمور معينة ونظن أن ما يحدث سببه غير واضح. ولكن الحقيقة أن الأسباب موجودة ولكنك لا تعلمها أو تغيب عن بالك، خذ مثلا الجوع أو التعب والإرهاق الزائد فخلايا مخك تتغذى على الجلوكوز لتفكر وعندما يقل منسوب الجلوكوز في الدم تتوقف عملية التفكير العقلاني ويميل العقل للرفض دائما لكي يحمي نفسه لذلك عرف المسوق لسلعة أو لفكرة هذا السبب وسعى لتقديم كوب من العصير أو قطعة حلوى لزبائنه فور استقبالهم أو عقد الصفقات على موائد الطعام. أجريت تجربة على مجموعة من القضاة في أحد المحاكم لمعرفة كيف يؤثر الجوع في قراراتهم حيث تعرض على القضاة أوراق المساجين طالبي العفو وعلى القضاة الرد على عدد معين خلال اليوم ومنح كل طلب ست دقائق فقط لدراسته، وعند تحليل النتائج وجد الباحثون أن الموافقة على الطلبات تزيد بمعدل 65 في المائة بعد تناول القضاة وجبة الغداء أي أثناء تشبع الجسم بالجلوكوز وتقل جدا بعد مرور ساعتين أو أكثر بعد الوجبة أو قبلها وقد تصل إلى 0 في المائة!! وقد يخدع عقلك بسبب عنصريتك أو انحيازك لأمور معينة مثل رغبتك الداخلية في أن تكون مميزا في مجتمعك فيلعب البائع على هذا الوتر مثل لو أحبت سيدة شراء فستان باللون الوردي أو أراد رجل شراء سيارة حمراء وهذان اللونان غير متوافرين في المعرض ستجد البائع يسارع بالقول نستطيع توفير اللون الذي تريده ولكن لو اخترتما الأسود فهو سيد الألوان وملك السهرات والمديرين وأصحاب المناصب أغلب سياراتهم سوداء ستجد نفسك تلقائيا توافق! كما يلجأ البائع أو المسوق لدراسة شخصيتك خلال الدقائق المعدودة التي تمضيها معه فيتعرف على أي نوع من البشر أنت هل تميل للراحة والشراء بأي مبلغ أو تميل للمفاوضات وعقد الصفقات حتى لو حصلت على بضاعة أقل جودة ولكن بسعر أقل ويبدأ باللعب على هذا الوتر وأخطر أنواع الخداع تحدث في الترويج المنزلي، فالمسوق يلاحظ كل دقائق منزلك ويتعرف على مستواك المعيشي وشخصيتك من منزلك وطريقة تصميمه وأثاثه فيبدأ بعرض ميزات منتجه ويمتدح ذوقك ورقي منزلك وحتى المنطقة التي تعيش فيها فتشتري منتجه أو تتبنى فكره وأنت مسلوب الإرادة! العقل البشري كائن متحيز وكذا نحن في أغلب أمورنا لذا يسهل خداعنا ما لم نكن محصنين بالمعرفة وانظر ما حدث لعقول شباب القنابل الموقوتة.