نحن نتعامل مع قضايا «مخالفات» عمالة، لا «جنـسيات» عمالة، ومن المهم تحديد هذه النقطة الجوهرية، وليس في هذا أي ادعاءات مثالية. صحيح أنه في الصورة تبرز جنسيات مخالفة أكثر من غيرها، لكن هذا لا يعني سوى أنها طفت على السطح، وقد يطفو غيرها بعد فترة. منذ أعوام طالبت بالضغط على سفارات الدول التي يكثر مخالفون من جنسياتها للتعاون في ترحيلهم وإقناعهم بذلك، وخصوصاً من يتخلف عن السفر بعد الحج والعمرة، وحينما برزت ظاهرة التسلل طالبت أيضاً بذلك. كنت أستهدف تفعيل واستثمار القوة الناعمة للسعودية من مكانة ومساعدات وقدرات ديبلوماسية وإعلامية، وهي قوة تتضاءل وبخاصة الأخيرة منها مع تبعثر وتشتت أهداف، لكن ذلك لم يحدث. وأقلها لم نقرأ شيئاً يشير إلى فعل في هذا الاتجاه أو نتائج بارزة، ربما بسبب ديبلوماسية المجاملات أو تذبذب الأولويات مع «تجزر» عمل الأجهزة الحكومية، أي عمل كل جهاز منها بمعزل عن الآخر. «التجزر» نفسه حذرتُ منه منذ أعوام أيضاً، ونحن نراه الآن في فجوات ظهرت مع حملة الترحيل. أعود إلى صلب المقالة، فبيننا إثيوبيون يعملون بكل نظــامية ونــظافة منذ أعــوام طــويلة، ولا يصح شرعياً وحقوقياً أن يظلموا. هل نسيتم العاملة الإثيوبية التي ضحت بنفسها لحماية أطفال سعوديين من الدهس؟ لنتحدث ونكتب عن المخالفين لأنهم خالفوا، لا لأنهم من جنسية بعينها. www.asuwayed.com