قالت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس بأنه يريد من المشرعين بحث خيار مشاركة بريطانيا في تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم «داعش في سوريا». وترى الحكومة البريطانية أن هجوما عنيفا شنه إسلاميون في تونس الأسبوع الماضي وقتل فيه 30 بريطانيا يسلط الضوء على التهديد الذي يشكله التنظيم المتشدد ويوضح أن لندن يجب أن تفكر في فعل المزيد للتصدي له. وقالت المتحدثة للصحافيين: «الأمر الذي تغير هو الأدلة المتزايدة على أن داعش يمثل تهديدا للناس هنا في بريطانيا ولأمننا القومي». وفي هذا السياق يرى رئيس الوزراء أن المشرعين يجب أن «يبحثوا هذه القضايا وما سنفعله لمواجهة تنظيم داعش». وأشارت إلى أن كاميرون لن يطلب من البرلمان التصويت على الأمر قريبا مضيفة أنه يجب إمعان النظر في المسألة بشكل مسبق واف ودقيق. وتابعت أن كاميرون يرى أن هناك مبررا قانونيا لمثل هذا العمل وذكرت أن للجيش البريطاني طائرات وطائرات من دون طيار تحلق فوق سوريا لجمع المعلومات ويمكن استخدامها في تنفيذ أي ضربات في المستقبل. وفي إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن ضربات جوية ضد داعش تنفذ بريطانيا ضربات في العراق كما تحلق طائراتها بلا طيار فوق سوريا لجمع معلومات عن التنظيم المتشدد. لكن في اختلاف عن شركاء آخرين في التحالف فإنها لا تشن ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا بعد أن خسر كاميرون تصويتا برلمانيا على هذه المسألة في عام 2013. وسعى كاميرون إلى الحصول على موافقة البرلمان لقصف القوات الحكومية السورية لمعاقبتها على ما قال: إنه هجوم مروع بالأسلحة الكيماوية لكن البرلمان رفض على غير المتوقع. وقالت المتحدثة: بالتالي فإن رئيس الوزراء واضح في أننا ينبغي بالطبع أن نفكر هل نبذل ما يكفي من جهد وفي المجالات الصحيحة للتعامل مع تنظيم داعش؟ وأضافت أنه إلى جانب الجهود لمواجهة التشدد وتحسين الحكم في المنطقة فإن الحكومة تبحث ما إذا كانت تستطيع فعل المزيد «على الأرض في العراق» وتقديم المزيد من الدعم «لشركائنا في سوريا». وصرح كاميرون مرارا بأنه سيسعى إلى موافقة البرلمان على تنفيذ ضربات جوية داخل سوريا. وفي وقت سابق أول من أمس دعا وزير الدفاع مايكل فالون المشرعين إلى إعادة النظر في مسألة شن ضربات جوية في سوريا بعد الانتخابات العامة البريطانية التي جرت في مايو (أيار). وقال فالون لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) «إنه برلمان جديد وأعتقد أن أعضاء البرلمان سيودون التفكير مليا في الطريقة المثلى للتعامل مع تنظيم داعش وعدم احترام الدولة الإسلامية اللامنطقي للحدود، إنهم لا يفرقون بين سوريا والعراق ويقيمون هذه الخلافة الخبيثة في الدولتين».