عادت جبهة جرود عرسال اللبنانية والقلمون السورية الى الواجهة في ضوء مجموعة تطورات ميدانية شهدتها وشكّلت إشارات الى مرحلة أكثر تصعيداً واحتداماً قد تكون مقبلة عليها في إطار تداعيات المواجهات الدائرة فيها بين قوات النظام السوري و«حزب الله» من جهة و«جبهة النصرة» و«جيش الفتح» من جهة أخرى في أكثر من نقطة وتلة. وفيما كانت الدوائر السياسية في بيروت تدقق في مغازي كلام الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ من عرسال لجهة ان البلدة «ليست خطَّ تماس بالنسبة إلى لبنان بل بالنسبة إلى أوروبا»، عكست التطورات التي سُجلت في جرودها وتلك المرتقبة في جرود القلمون مساراً يشي بارتفاع منسوب المخاطر على لبنان. ولعلّ الأبرز في هذا السياق ما كشفته امس «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية من أن عناصر الجيش اللبناني رصدت عصر أول من أمس مجموعة من المسلحين في جرود عرسال شرق جرود الفاكهة وهم ينصبون منصة صواريخ بهدف اطلاقها باتجاه قرى البقاع الشمالي «فتم استهدافها بالمدفعية الثقيلة والمروحيات ما ادى الى تدمير المنصة وسقوط عدد من الإصابات في صفوف المسلحين بين قتيل وجريح». وسبق ذلك قيام الجيش اللبناني بصدّ عمليات تسلّل لمقاتلي «جيش الفتح» في أكثر من محلة بجرود عرسال ورأس بعلبك مستخدماً القذائف الثقيلة المدفعية والصاروخية ما أسفر عن سقوط قتلى من المسلحين عُرف منهم حسين عبد القادر الرفاعي نجل العقيد الرفاعي في «الجيش السوري الحر»، قبل ان يسقط 5 قتلى لـ «النصرة» فجر أول من أمس بعدما أفشل الجيش اللبناني تحركاً لمسلحي «الجبهة» من عرسال البلدة إلى جرودها اذ نصب لهم مكمناً في منطقة «الخزان» بين «وادي عطا» و«عقبة الجرد» وفتح النار باتجاههم بعد إنذارات بالتوقف. وقد كشفت قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» «أن عناصر من المقاومة شاركت وحدات الجيش في إحباط هجوم المسلحين وقصفت مواقعهم في وادي الخيل جنوب شرق عرسال». وبحسب مصادر من «جبهة النصرة» في جرود عرسال، فان عناصرها تعرضوا لمكمن «قيل انه من الجيش اللبناني، في وقت تدور اشتباكات مع عناصر لحزب الله، ما يعني أننا في جرود عرسال نواجه تحالفاً غير معلن بين جيش الاسد والجيش اللبناني وميليشيا حزب الله، ومقاتلي الدولة الاسلامية»، لافتة الى أنه «بحال استمر هذا التعاون فستكون له تبعات خطيرة في المنطقة»، مضيفة: «قلناها ونقولها، انه ليس لنا مع الدولة اللبنانية أي أهداف أو مطامع، انما هي منذ البدء أعلنت نفسها الى جانب النظام، وقامت بملاحقة واعتقال أفراد سوريين من دون وجه حق سوى انهم ضد النظام، فيما عملاء النظام وعناصر المخابرات يصولون ويجولون ويخطفون نشطاء، بحماية الاجهزة اللبنانية». وأوضحت المصادر أن «معركتنا في القلمون وجرود عرسال مستمرة، والايام المقبلة ستكون فيها المفاجآت وما يدهش العالم»، غامزة من قناة أن معركة دمشق أصبحت على الأبواب «فما نشهده من تقدُّم لمجاهدينا في الجبهة الجنوبية، يضيّق الخناق على النظام أكثر فأكثر». وبالعودة الى جبهة القلمون وجرود عرسال، لفت مصدر في «جيش الفتح» الى أن مقاتليهم نفذوا هجوماً صباح الاثنين الماضي على مواقع لـ «حزب الله» في جرود رأس بعلبك وجرود عرسال «ما أدى الى مقتل 8 عناصر من ميليشيا حزب الله»، موضحاً أن مجموعة من مقاتلي «الفتح» نفذوا خلال عملية رصد مكمناً واستهدفوا (الاثنين) احدى سيارات الحزب رباعية الدفع بصاروخ موجه ما أدى الى مقتل القيادي في حزب الله حسن دياب واربعة من مرافقيه في منطقة الرهوة في جرود القلمون. وافاد المصدر بأن «منطقة الحفير الفوقا شهدت أيضاً فجر الاربعاء اشتباكات عنيفة بين (الثوار) وعناصر جيش النظام لاستعادة نقطة الخزان التي كان سيطر النظام عليها منذ بدء معركة القلمون، حيث كانت وحدات من جيش الأسد في اللواء 27 التابع للفرقة الثالثة أعادت تدشيمها وتدعيمها بمنصات صواريخ». كما شهدت جرود القلمون وعرسال تحليقاً لطائرات الميغ والسوخوي وتنفيذ غارات بالصواريخ والبراميل المتفجرة فوق تلك المنطقة. وفي موازاة ذلك، ووسط تقارير عن ان حزب الله «أدرك ان الحرب التي يخوضها في جرود عرسال والقلمون طويلة، تتحدث مصادر ميدانية مواكِبة لسير العمليات العسكرية عن أن (حزب الله) أحرز تقدماً في جرود عرسال الشمالية وأنه بدأ يقترب من حسمها، موضحة أن إحدى أهم نتائج السيطرة على جرود القلمون وعرسال ستكون إحكام الطوق على الزبداني والسيطرة عليها وعلى تلالها التي تعتبر مراكز استراتيجية تطال طريق دمشق وطريق الغوطة. وأشارت الى تعزيزات مكثفة للحزب والجيش السوري وصلت الى محيط الزبداني تمهيداً لفتح المعركة».