سما يوسف بالأمس في المسجد المجاور لبيتنا في صلاة التراويح كانت هناك ثغرة في أحد الصفوف فما كان من إحداهن إلاّ أن قامت بتوجيه الحديث للمصليات بأسلوب توبيخ وصوت مرتفع وعدم تقدير للحاضرات فمنهن العالمات والطبيبات والمعلمات والأمهات كبيرات السن وراحت تأمر وتنهىَ بأسلوب مشمئز وترتب الصفوف بالشَّد من العباءة وذكرتني بـطوابير المدرسة وأوقفتها بقولي إن كنت من الناصحات فقد سمعنا وإنْ كنت من الآمرات فليس لك أمر على أحد وأسلوبك غير اللائق لن نقبله طبعاً ثارت ثائرتها وسط تذمر أغلب الحاضرات من أسلوبها اللاتي يعتبرن أنفسهن المتدينات وغيرهن كافرات.. مازلنا نعاني حتى في بعض الأمور البسيطة من الاحتقان والتشدد الديني بدون السماحة في التعامل.. قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). لا تحاول أن تفرض على الآخرين رأيك مهما كنت تتوقع أنك على حق، وليكن توضيحك لوجهة نظرك بتأنق بعيدا عن الانفعال، حتى في مشاركتك مشاعرهم ليكن برقي إن كان هناك من يستحق أن تواسيه فليكن وبعبارات عذبة حاول أن تسرد له قصة توضح الأمر بآية من القرآن أو الحديث الشريف. لاتجعل غيرك يعيش في حيرة جراء بعض من ردود أفعالك المفاجئة بلا ذنب منه، حاول أن تشرح له أسباب ما تُريد بدلا من أن تكره الناس في التردد للمساجد والخشوع للصلاة. بل قد يترك في أعماق الطرف الآخر أثرا لايزول بسهولة.