ليس الإعلامي فقط، بل، كل مَنْ يحمل ضمير الكلمة وضمير القلم من كتّاب ومفكرين وفنانين وعاملين في حقل الثقافة يجدون أنفسهم في قلب المسؤولية الأدبية والأخلاقية والوطنية أمام دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي أطلقها سموه أمس الأول وتنادي بالتصدي إلى دعاة ومروّجي التطرف والإرهاب وإيديولوجية الكراهية، وكشف زيف الجماعات الإرهابية، والتصدي إلى التحريض الطائفي والمذهبي الذي يحدث في المنطقة وفي العالم. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذه الدعوة المباشرة والصريحة ووسط نخب إعلامية إماراتية مسؤولة يصدر عن رؤية قيادية حكيمة تعاين بدقة ما يجري يومياً من تعارض فادح مع قيم وثقافة الإسلام، والأكثر فداحة من ذلك أن جماعات الإرهاب المسلحة بالقوة العسكرية الغاشمة، وبالفكر الغاشم تختطف الإسلام، وتنفي عنه أخلاقياته وآدابه وثقافته الرافضة منذ فجر تاريخ هذه الديانة السمحة لأي عنف وإجرام وتقتيل وتمثيل بجسد الإنسان الآدمي الذي خلقه الله في أحسن تكوين. دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي تتمركز على فكرة عملية تماماً هي التصدّي يتوجب أن تُقرأ على أنها دعوة ثقافية أيضاً ومن الواجب في هذه الحال أن يتوجه العمل الثقافي المحلي والعربي برموزه الفاعلة والمؤثرة في المجتمعات العربية إلى إعطاء هذا التصّدي مفاهيم فكرية وأخلاقية وإنسانية تنقد وتنقض فكر الكراهية والتعصّب والتطرف الذي يسري كالسم في قطاعات شبابية في العالم على وجه الخصوص، ومن المؤكد أن هذه القطاعات قد تم استغلالها من ناحيتين، الأولى إغراءات الدين المسيّس، وإغراءات الدنيا المستغلّة من بيئات فقيرة على المستوى الاقتصادي والمستوى الاجتماعي والتربوي والثقافي. مهمة التصدّي للطائفيين والمذهبيين والتحريضيين لن تكون مهمة سهلة ولكنها ليست مستحيلة، وطالما يقف إلى جانب الإعلامي والمثقف في مهمته الكبرى هذه مسؤول كبير وقائد شجاع يتمثل في شخصية محمد بن زايد آل نهيان، فإن الطريق قصير إلى محاصرة أعداء التسامح والمحبة والتعايش وقطع شرياناتهم السامّة وتفكيك أصولهم الفكرية والإيديولوجية. العالم اليوم كله ضد الإرهاب وضد تنظيماته وأحزابه وعرّابيه في كل مكان وفي كل لحظة زمنية قد يستغلها هؤلاء القتلة ويشوّهون بها وجه الحياة الجميل. أجل.. إنها مرحلة التصدّي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ ودلالات وإشارات، وكل إعلامي وكاتب ومثقف ضميري وإنساني وشجاع عليه أن يكون في قلب هذه المرحلة وفي قلب هذا الصراع الذي سينتهي بفوز الأمل والرفق والتسامح. yosflooz@gmail.com