لايزال سكان مدينة "أليس" الفرنسية الواقعة في جنوب البلاد الشرقي يسعون إلى استعراض كل الأمثلة الواردة في اللغة الفرنسية حول المبصرين الذين يتصرفون كما لو كانوا لا يرون. ومن أهم الأمثلة الفرنسية التي حولها اليوم شبه إجماع لدى سكان هذه المدينة واحد يقول إن فلانا وضع إصبعه في عينه أي أنه أخطأ. وسبب شبه الإجماع على هذا المثل الفرنسي في هذا السياق هو إصرار نائب مدير أحد المعاهد الثانوية في المدينة على دعوة مدرسة كفيفة في المعهد تسمى "كاردين بوفار" لمراقبة الطلاب في أحد الاختبارات في نهاية السنة الدراسية. وصحيح أن هذه المدرسة تدرس مادة الموسيقى في المعهد، وتستعين في ذلك بمساعدة تكتب على اللوح من حين لآخر ما تطلبه منها. أما أن تراقب -وهي الكفيفة- التلاميذ وهم يختبرون، فإنها لم تكن تتوقع ذلك. بل إنها اعتبرت أن في إجبارها على مراقبة التلاميذ خلال اختبارهم تصرفا يفتقر إلى الحدود الدنيا من المشاعر الإنسانية التي ينبغي أن يكنها المبصرون تجاه المكفوفين. واضطرت المدرسة إلى الاستعانة بمساعدتها لترافقها إلى المعهد وتتولى مراقبة التلاميذ بالإنابة عنها. ولكن نائب المدير أكد أنه تعمد توجيه الدعوة إلى المدرسة الكفيفة خوفا من أن تشكوه إلى القضاء بتهمة التفرقة والتمييز. ولايزال نائب المدير يسعى عبثا إلى إقناع سكان مدينة "أليس" بصواب حجته بينما لا يزال هؤلاء في غالبيتهم يعتقدون أنه"وضع إصبعه في عينه".