بينما ينتظر تحقيق تحديه الأخير في الثامن من تموز (يوليو) 2018 في موسكو، يبحث ليونيل ميسي بعد غد عن التقدم خطوة جيدة للأمام في مسيرته بالحصول على لقب بطولة "كوبا أميركا" أول ألقابه المهمة مع منتخب بلاده. واعتاد ميسي الملقب بـ «البرغوث » عندما يحتفل بالإنجازات، والانتصارات أن يكون ذلك بقميص برشلونة الذي حصد به كل شيء لعدة مرات. ولكن القصة مع الأرجنتين تبدو مختلفة، حيث إن مباراته أمام تشيلي بعد غد ستكون النهائي الثالث له في مشواره الدولي بعد أن خسر نهائي "كوبا أميركا" 2007، ونهائي مونديال البرازيل 2014. وقال ميسي عقب الفوز العريض الذي حققه المنتخب الأرجنتيني على الباراجواي "أتمنى أن نحصل على اللقب، يملؤنا شغف كبير". وتتمتع الأرجنتين منذ عام 2004 بوجود اللاعب الأفضل في العالم، الذي أصبح، رويدا رويدا، وبخطى ثابتة، يتألق مع منتخب التانجو كما يفعل مع برشلونة، رغم أنه لم يتمكن من الوصول إلى ذروة هذا التألق حتى الآن وهو الأمر الذي قد يكون مستحيلا، بسبب اختلاف الرفقاء وطريقة اللعب أيضا. وظهر ميسي في مباراة الباراجواي أكثر تعاونا ربما بسبب مرافقته الطويلة للاعبين مثل تشافي هيرنانديز، وأندريس إنييستا، الذين تعلم منهما كيفية المساندة وتدعيم القدرات الهجومية لزملائه. وقام ميسي بصناعة ثلاثة أهداف بذات الطريقة التي يتبعها مع برشلونة عندما ينطلق من جانب الملعب الأيمن، كما أنه أبدى تعاونا مثمرا للغاية مع اللاعب خافيير باستوري مثلما يفعل تماما في برشلونة مع البرازيلي نيمار. ورغم أنه لم يسجل، فقد أسهم ميسي بشكل كبير في فوز فريقه أمس الأول لتلعب الأرجنتين مباراتها النهائية الثانية بعد نهائي مونديال 2014. وقال دي ماريا، الذي أشار إلى حنين منتخب الأرجنتين لحصد ألقاب كبيرة، بعد أن ابتعد عن منصات التتويج، "نحن نقوم بالأشياء على نحو جيد منذ وقت ليس بالقصير، نحتاج بل نستحق تحقيق أحد الألقاب". ويسعى ميسي أيضا أن يختتم موسمه الحالي على النحو الأفضل بحصد لقب "كوبا أميركا" بجانب زميله في برشلونة خافيير ماسكيرانو الذي نجح معه في التتويج بجميع البطولات التي خاضاها معا مع الفريق الكتالوني وتحقيق الثلاثية "الدوري والكأس ودوري الأبطال". وأضاف ميسي "سيكون عاما رائعا لو تمكنا من حصد هذا اللقب أيضا، سنتمكن حينها من إنهاء موسم مذهل، في الحقيقة رغبنا كثيرا في الفوز بشيء مع المنتخب، ولكننا كنا نخفق في كل مرة نقترب فيها من تحقيق هذا الأمر". وكان ميسي مفتاح الفوز الأول في المباراة التي أكمل بها برشلونة ثلاثيته، عندما تغلب في نهائي برلين "دوري الأبطال" على يوفنتوس الإيطالي بنتيجة 3/ 1، حيث كان النجم لأرجنتيني هو من صنع بأقدامه الهدف الأول الذي سجله الكرواتي إيفان راكيتيتش، قبل أن يصنع هدف الحسم للأوروجواياني لويس سواريز في الشوط الثاني عندما كان يمر برشلونة بأصعب لحظاته في اللقاء. بيد أن الأمر كان مختلفا في بطولتي 2009 في روما و2011 في لندن عندما كان ميسي هو من يمطر شباك المنافسين وليس من يصنع فرص التهديف. وعلى النقيض تماما، أفل نجم ميسي وغاب بريقه، كباقي زملائه، في بطولة "كوبا أميركا" 2007 عندما خسرت الأرجنتين بثلاثية نظيفة أمام البرازيل في ماراكايبو بفنزويلا، ثم عاد ليعيش إحباطا جديدا بريو دي جانيرو أمام المنتخب الألماني قبل عام تقريبا في نهائي المونديال. والآن يواجه ميسي فرصته الثالثة وهو يعاني العجز عن إيجاد طريقه لمرمى المنافسين، حيث إنه لم يحرز أي أهداف في الأدوار الحاسمة لأي بطولة دولية منذ ثمانية أعوام وتحديدا في "كوبا أميركا" 2007 أمام المنتخب المكسيكي. يذكر أن ميسي لم يسجل أي أهداف في نهائيات كأس العالم 2010 أو في "كوبا أميركا" 2011، كما أنه سجل خلال مونديال البرازيل 2014 في الدور التمهيدي فقط. ولذلك، وحتى يحصل على فرصة جديدة لاقتناص لقب المونديال، يدين ميسي بالكثير للمنتخب الأرجنتيني.