تعرض المستثمرون في أوروبا لحالة من التوتر أمس غير أن المخاوف تراجعت من انتشار عدوى الأزمة المالية اليونانية إلى بقية دول الاتحاد، ما قلص من احتمالات عمليات بيع على نطاق واسع للتخلص من الأوراق المالية. وتراجعت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات أمس للجلسة الثانية على التوالي مع احتدام الخلاف بين اليونان ومقرضيها، في حين يبدو أن اليونان تتجه إلى التخلف عن سداد قرض مستحق لصندوق النقد الدولي. ونزل المؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.5 في المائة إلى 1523.23 نقطة مواصلا خسائره بعد نزوله 2.8 في المائة أمس. ونقلت وكالة رويترز عن جوناثان سوداريا المتعامل في مجموعة لندن كابيتال "تظل اليونان محط الأنظار وتشير معظم المعطيات إلى تخلفها عن السداد". ومنيت أسهم منطقة اليورو بأكبر هبوط يومي لها منذ عام 2011 أمس الأول وهوت أسهم المصارف في جنوب أوروبا بصفة خاصة بعد أن أغلقت اليونان مصارفها وفرضت قيودا رأسمالية. وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني وكاك 40 الفرنسي 0.4 في المائة وداكس الألماني 0.2 في المائة في بداية التعاملات. وارتفعت الأسهم الأمريكية عند الفتح أمس بدعم من آمال بالتوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة يجنب اليونان الخروج من منطقة اليورو. وزاد المؤشر داو جونز الصناعي 83.46 نقطة توازي 0.47 في المائة إلى 17679.81 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 12.25 نقطة تعادل 0.6 في المائة إلى 2069.89 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع 38.84 نقطة أو 0.78 في المائة إلى 4997.31 نقطة. وتعافى المؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية بعدما تكبد ثاني أكبر خسائره اليومية منذ بداية العام في الجلسة السابقة لكن السوق ما زالت تتوخى الحذر إزاء التطورات في اليونان. غير أن سهم سوني كورب هوى بعد الإعلان عن خطة لجمع تمويل. وارتفع نيكي 0.6 في المائة ليغلق عند 20235.73 نقطة. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.3 في المائة إلى 1630.40 نقطة بينما صعد المؤشر جيه.بي.إكس نيكي-400 بمقدار 0.4 في المائة إلى 14716.19 نقطة. وقالت سوني "إنها تنوي جمع ما يصل إلى 440 مليار ين (3.6 مليار دولار) من خلال إصدار أسهم جديدة وسندات قابلة للتحويل للاستثمار في أنشطة مجسات التصوير السريعة النمو". وهبط السهم 8.3 في المائة ليقترب من أقل مستوى في ثلاثة أشهر وكان ثاني أكثر الأسهم تداولا في البورصة من حيث القيمة. وأظهرت الأسهم في الصين تحسنا بعد خسارة سجلتها حيث أغلقت مرتفعة بأكثر من 5 في المائة في نهاية تعاملات اليوم. وحقق مؤشر "شنغهاي المجمع" زيادة في نهاية التعاملات بلغت نسبتها 5.53 في المائة، بعد الخسارة التي كان سجلها في الصباح بأكثر من 5 في المائة. فيما حقق مؤشر "شنتشن المركب" زيادة بلغت 5.69 في المائة، كما ارتفع مؤشر "تشينكست" بنسبة 6.28 في المائة. ويرى المحللون أن التراجع الذي حدث أخيرا في البورصة في الصين يعكس عدم ارتياح المستثمرين بشأن القيود الجديدة المفروضة على هامش التداول. وكان هامش التداول، الذي يمكن المستثمرين من اقتراض أموال من شركات السمسرة لشراء الأسهم، قد أدى إلى الزيادات التي طرأت أخيرا على البورصة، وأثار مخاوف من أن يكون هامش الدين قد خلق فقاعة. وتراجعت أسعار الذهب أمس مع نزول اليورو بفعل اقتراب اليونان من التخلف عن سداد ديون لصندوق النقد الدولي ومع استمرار تخوف المستثمرين من آفاق المعدن في الأمد الطويل. وتراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 1174.67 دولار للأوقية (الأونصة) بينما انخفض سعر المعدن في العقود الأمريكية الآجلة تسليم آب (أغسطس) 4.70 دولار إلى 1174.30 دولار للأوقية. وتتجه الأسعار الفورية إلى تكبد خسارة شهرية قدرها 1 في المائة. ولم يتلق المعدن دعما يذكر من الباحثين عن الملاذات الآمنة وإن كان يستفيد في الغالب من فترات اضطراب الأسواق المالية. وانخفض سعر الفضة 0.5 في المائة إلى 15.67 دولار للأوقية بينما ارتفع البلاتين 0.3 في المائة إلى 1080.30 دولار للأوقية وصعد البلاديوم 1 في المائة إلى 672 دولار للأوقية.