قال له صاحبه وهو يحاوره: لقد شرعت في بناء عمارة في مخطط سكني حديث الولادة وفي منطقة مرتفعة من المخطط، فلم أبدأ في مرحلة «التشطيب» حتى تم وضع إشارة على العمارة أنها سوف تنزع لصالح مشروع عام فتعجبت من ذلك لأن أحدا لم يبلغني عندما قمت بالسعي للحصول على تصريح إنشاء عمارة بأربعة أدوار أن الموقع مرشح للإزالة بل حصلت على التصريح وشرعت في البناء وأكملت المسلحات ثم فوجئت بترقيم عقاري ضمن عشرات من العقارات والأراضي المجاورة، فهممت بالتوقف عن إكمال عملية التشطيب لأنه من العبث إكمالها وقد تم وضع إشارة على الموقع أنه سوف يزال، ولكن صديقا لي نصحني بمواصلة عملية التشطيب لأن المشروع قد ينفذ وقد لا ينفذ أبدا أو يتأخر تنفيذه عدة سنوات، فأخذت بنصيحته وأكملت بناء العمارة وبدأت في تأجير شققها الواحدة تلو الأخرى، ولكن ما زاد من تعجبي وسروري في الوقت نفسه أن شبكة المياه قد بدأت تمدد في المخطط كله تمهيدا لإيصال الشبكة إلى كل منزل ومنها عمارتي والعمارات المؤشر عليها بأنها مرشحة للإزالة فلم أستطع تفسير ما حصل.. فإن كان هناك مشروع قريب يتطلب مروره وقيامه نزع عدد من ملكيات المخطط فكيف سمح لأصحاب المواقع المرشحة للإزالة بالبناء كما حصل بالنسبة لي وكيف ترقم عقارات ثم تبقى بعد ذلك عدة سنوات فلا تبدأ عملية الإزالة مع أن نظام نزع الملكيات للمنفعة العامة يؤكد على أن يكون المشروع المراد إزالة عقارات لصالحه معتمدا في ميزانية العام نفسه وكيف تمدد خدمات المياه إلى عقارات مرقمة ومرشحة للإزالة!! وهل لديك يا صاحبي إجابات على تساؤلاتي !!. فأجابه صاحبه بقوله: أما عملية الترقيم التي رأيتها على جدار عمارتك فقد تكون لمشروع قريب أو بعيد ولكن الجهة المسؤولة شرعت في الترقيم، وقد يحصل على المشروع نفسه إلغاء أو تعديل مسار أو تأجيل حتى إشعار آخر فلا تبتئس بما كانوا يفعلون وأما توصيل الخدمات لعقارات مرشحة للإزالة والهدم فيمكن ذلك اعتبارها حسب نظام: خدمات ما قبل الهدم.. على وزن خدمات ما بعد البيع!.